منذ خسارة كامالا هاريس في انتخابات 2024 أمام دونالد ترامب، لا تزال تداعيات الهزيمة تُلقي بظلالها على المشهد السياسي الأمريكي، حيث يجد الحزب الديمقراطي نفسه أمام أسئلة صعبة عن القيادة، والهوية، والاستعداد لجولة 2028.
وفي أحدث تصريحات لافتة، حذّرت المذيعة الأمريكية آبي فيليب على شبكة CNN من أن هاريس تواجه تحديًا صعبًا في “استعادة الأصالة” والتعامل مع “الجسور التي أحرقتها” خلال الحملة الماضية، خصوصًا بعد إصدارها كتابًا مثيرًا للجدل بعنوان “107 أيام”، تروي فيه كواليس الحملة الانتخابية التي انتهت بهزيمتها أمام ترامب.
كتاب هاريس يفتح النار داخل الحزب

الكتاب الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية، لم يكن مجرد مذكرات شخصية، بل تضمن تفاصيل حساسة عن الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي، وصراعات الكواليس بين مستشاري بايدن وهاريس.
وتقول فيليب إن “قراءة الكتاب تُشبه قراءة قصة انتهت فصولها”، مشيرةً إلى أن هاريس أغلقت بعض الأبواب التي قد تحتاج لفتحها إن قررت الترشح مجددًا، خصوصًا بعد خسارة كامالا هاريس في انتخابات 2024 أمام دونالد ترامب التي ما زالت تلقي بظلالها على صورتها داخل الحزب.
وأضافت:
“هناك الكثير من الجسور التي أُحرقت هنا، سواءً شاءت أم أبت، وسيكون من الصعب جدًا إصلاحها إذا قررت خوض السباق مرة أخرى”.
هل تخطط هاريس للعودة في 2028؟

رغم الهزيمة، تشير بعض التقارير إلى أن هاريس تدرس العودة إلى السباق الرئاسي في 2028، إلا أن الطريق أمامها يبدو أكثر تعقيدًا مما كان في 2024. فبين فقدان ثقة بعض حلفائها الديمقراطيين، وتزايد الشكوك في قدرتها على التواصل الصادق مع الجمهور، تحتاج هاريس إلى ما هو أكثر من الظهور الإعلامي لتستعيد مكانتها.
وتضيف فيليب:
“العالم الآن لا يرحم السياسيين الذين لا يستطيعون التحدث بصراحة مع الناخبين. الأصالة أصبحت عملة نادرة، وهاريس ما زالت تبحث عن طريقها إليها”.
خسارة كامالا هاريس في انتخابات 2024.. إعلاميون يقارنونها بجافين نيوسوم

وأشارت مذيعة CNN إلى أن حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم استطاع أن يكسب احترام جمهور متنوع من خلال ظهوره في برامج ومنصات مع خصومه المحافظين، معتبرة أن هذا النوع من الشفافية هو ما تحتاجه هاريس في المرحلة المقبلة.
وقالت: “عليك أن تُثبت للناس قدرتك على الفوز في النقاش، وليس فقط في الصور الدعائية. الإعلام في 2028 سيكون ميدانًا للاختبار الحقيقي”.
تعرف المزيد: التصعيد الإسرائيلي في غزة: كاتس يتوعد «حماس» برد قاسٍ وواشنطن تتمسك بوقف إطلاق النار
خسارة كامالا هاريس في انتخابات 2024.. انقسام داخل القاعدة الديمقراطية

في المقابل، يرى بعض المحللين أن خسارة كامالا هاريس في انتخابات 2024 أمام دونالد ترامب لم تكن مجرد إخفاق انتخابي، بل كشفت أزمة أعمق داخل الحزب الديمقراطي نفسه، الذي ما زال يبحث عن زعيم قادر على توحيد صفوفه وتقديم رؤية جديدة لمستقبل أمريكا بعد سنوات من الانقسام السياسي والاجتماعي.
ومع تصاعد الحديث عن “أزمة الثقة” داخل الحزب، يبدو أن مستقبل هاريس السياسي مرهون بقدرتها على إعادة بناء الجسور التي حرقتها، قبل التفكير في بناء جسر جديد نحو البيت الأبيض.
