في إنجاز تاريخي واستثنائي، أحرزت الصومال المرتبة الرابعة عالميًا في جودة خدمة الحجاج لعام 2025، وذلك بحسب التقييمات التي أعلنتها الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية. هذا التصنيف المفاجئ جاء ليؤكد أن الدولة الواقعة في القرن الأفريقي، رغم التحديات الداخلية المعروفة، تمضي بخطى واثقة في تطوير خدماتها وتنظيمها على المستوى الإقليمي والدولي، وبالأخص في ملف الحج، الذي يخص آلاف الحجاج الصوماليين سنويًا.
اعتراف دولي بقدرة الصومال التنظيمية
تم تصنيف الصومال في هذه المرتبة المتقدمة في خدمة الحجاج لعام 2025 بعد مقارنة دقيقة بين وفود الحجاج من مختلف أنحاء العالم، ووفقًا لمعايير متعددة شملت التنظيم، والانضباط، وجودة الخدمات المقدمة، ومستوى الرعاية الصحية واللوجستية المقدمة للحجاج. واعتُبر هذا الاعتراف الدولي مؤشراً واضحًا على تحسّن البنية المؤسسية والتنظيمية في ملف الحج، خاصة مع تزايد أعداد الحجاج الصوماليين المشاركين هذا العام، دون تسجيل أي شكاوى تذكر، بحسب التقارير الرسمية.
تعاون وثيق بين الهيئات الصومالية والسلطات السعودية
هذا النجاح في خدمة الحجاج لعام 2025 يعود إلى الجهود المشتركة التي قامت بها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الصومال، بالتنسيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، لتوفير كافة متطلبات الحجاج من تأشيرات، ونقل، وإقامة، ومتابعة صحية. وقد عملت الحكومة الصومالية بشكل مكثف على إعداد بعثات الحج منذ وقت مبكر، وإطلاق حملات توعية للحجاج قبل مغادرتهم إلى الأراضي المقدسة. كما أشاد العديد من الحجاج بالدور الكبير الذي لعبته البعثة في حل المشكلات، وتقديم التوجيه والإرشاد.
نموذج ناجح خدمة الحجاج لعام 2025 وسط أزمات الداخل
رغم ما تمر به الصومال من تحديات أمنية واقتصادية، إلا أن النجاح في ملف خدمة الحجاج لعام 2025 أثبت أن الدولة قادرة على المنافسة وتقديم نماذج إدارية فعالة حين تتوفر الإرادة والإدارة الكفؤة. ويرى مراقبون أن مثل هذه النجاحات يجب أن تكون نموذجًا يُحتذى به في بقية الملفات الخدمية والوزارية، لتعزيز ثقة المواطن الصومالي بمؤسسات الدولة.
اللافت في هذا التقييم العالمي لخدمة الحجاج لعام 2025، هو أثره الكبير على الرأي العام الصومالي، حيث عبّر عدد كبير من المواطنين عن شعورهم بالفخر والثقة المتزايدة في أداء مؤسسات الدولة، خاصة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي لطالما واجهت تحديات في تنظيم شؤون الحجاج. هذا الإنجاز خدمة الحجاج لعام 2025 لم يكن مجرّد ترتيب رمزي، بل يعكس تحسنًا حقيقيًا في مستوى الأداء الإداري والتخطيط المسبق، وهو ما يشير إلى تحول ثقافي وإداري داخل مؤسسات الدولة الصومالية. كما ظهرت دعوات لتوسيع نطاق هذه الكفاءة لتشمل مجالات مثل التعليم، والصحة، والخدمات البلدية، مع التركيز على الاستثمار في الكوادر البشرية المؤهلة.
أثر استراتيجي على علاقات الصومال الخارجية
من الناحية السياسية والدبلوماسية، يمثل هذا الإنجاز فرصة مهمة للصومال لتعزيز علاقاته مع المملكة العربية السعودية وباقي الدول الإسلامية، لا سيما أن ملف الحج دائمًا ما يُعد مدخلًا لبناء ثقة إقليمية وتعاون طويل الأمد. وقد بدأ بالفعل عدد من المسؤولين الحكوميين بإجراء لقاءات تنسيقية مع السفراء والجهات المانحة في الخليج، لتقديم الصومال كنموذج إصلاحي قابل للتطوير، ما قد يفتح الباب أمام دعم إضافي لمشاريع البنية التحتية الدينية، وتعزيز دور الصومال كمكوّن نشط ضمن منظمة التعاون الإسلامي.
مع هذه الخطوة الناجحة، تخطط الحكومة الصومالية لتطوير خارطة طريق شاملة لمواسم الحج القادمة، تشمل برامج إلكترونية لتسجيل الحجاج، وتوسيع نظام الرقابة والمتابعة، وإنشاء مراكز تدريب دائم للعاملين في البعثة. كما يتم بحث إمكانية توقيع اتفاقيات مع شركات طيران دولية لتسهيل النقل وتقليل التكاليف. كل هذه الخطط تهدف إلى ترسيخ موقع الصومال في خدمة الحجاج، ليس فقط كمشارك، بل كدولة رائدة تسعى إلى تحسين التجربة الروحية لمواطنيها، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
طموحات لتوسيع الخدمات الدينية مستقبلًا
أكدت وزارة الأوقاف أن هذا الإنجاز لن يكون الأخير، بل بداية لمرحلة جديدة من تطوير الخدمات الدينية في الداخل والخارج. حيث تخطط الوزارة لإطلاق مشاريع تدريب للمرشدين الدينيين، وتعزيز الحملات التوعوية، وتوسيع البنية التحتية لاستقبال طلبات الحج والعمرة. كما دعت الحكومة الصومالية الدول الإسلامية والمؤسسات الداعمة إلى الاستثمار في تطوير البرامج الدينية والاجتماعية في الصومال، نظرًا لدورها الكبير في بناء السلم المجتمعي وتعزيز الروابط الروحية مع العالم الإسلامي.
تعرف المزيد على: الجيش الوطني الصومالي يوجه ضربة موجعة لحركة الشباب ويقتل 25 عنصرًا في عملية عسكرية نوعية