وسط الضجة العالمية حول الذكاء الاصطناعي، يقدّم كتاب “خدعة الذكاء الاصطناعي” للمؤلفتين إميلي بيندر وأليكس هنا تحليلا عميقًا يكشف التضليل الذي تمارسه شركات التكنولوجيا الكبرى.
يناقش كتاب خدعة الذكاء الاصطناعي خمس حقائق سوداء تسلط الضوء على تهديد الذكاء الاصطناعي للوظائف والخدمات الاجتماعية والمناخ، مع التأكيد على أن مقاومة هذا التوجه لا تزال ممكنة.
الذكاء الاصطناعي مجرد خدعة استعراضية لغوية
تبدأ المؤلفتان بالتأكيد أن روبوتات الدردشة مثل “تشات جي بي تي” لا تملك قدرات عقلية أو فهمًا حقيقيًا، بل تعتمد على تقنيات لغوية مبهرة تُضلل المستخدم ليعتقد أن النص ناتج عن تفكير بشري، فهذه الأنظمة مصممة لجذب الانتباه وليس لأداء وظائف معقدة كما يُروّج لها.
الذكاء الاصطناعي لا يسرق وظيفتك، بل يجعلها أسوأ
تُظهر الكاتبتان كيف أن الذكاء الاصطناعي لا يستبدل البشر فقط، بل يُسهم في تدهور بيئة العمل.
تشير إلى إضراب كتّاب هوليوود عام 2023 كمثال، حيث طالب الكتّاب بالحماية من استخدام الأنظمة الذكية في كتابة السيناريوهات.
ويبرز التقرير دور الذكاء الاصطناعي في تقليص الأجور وتحويل العاملين إلى “مُصلحين” لمخرجات رديئة.
كما يشير التقرير إلى نقل العمل القسري إلى دول الجنوب العالمي، حيث تُستخدم الأيدي العاملة منخفضة الأجر لتدريب الذكاء الاصطناعي أو قيادة المركبات “الذاتية” عن بُعد.
فصل الإنسان عن الخدمات الاجتماعية عبر خدعة الذكاء الاصطناعي
تُستخدم الضجة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي لتبرير تقليص الخدمات الاجتماعية. فالأنظمة التي توظف “الذكاء الاصطناعي” لا توفر جودة إنسانية، بل تخدم أهداف التقشف والربح، والمفارقة أن من يروّج لهذه التقنيات، مثل مسؤولي غوغل، لا يثقون بها في حياتهم الخاصة.
الذكاء الاصطناعي لن يُفني البشرية..لكن تغيّر المناخ قد يفعل
ينتقد الكتاب الهوس بمفهوم الذكاء العام الاصطناعي وفكرة فناء البشرية بسببه، مع تجاهل الأزمة الحقيقية: التغير المناخي.
وتُحمّل المؤلفتان أنظمة الذكاء الاصطناعي مسؤولية المساهمة في تفاقم الكارثة المناخية بسبب مراكز البيانات والانبعاثات المرتفعة الناتجة عنها.
تعرف المزيد على: فرار زعيم تنظيم داعش المطلوب دوليا من جبال علمسكاد واستحواذ بونتلاند على 98% منها
لا شيء من هذا حتمي: يمكننا استعادة السيطرة
تختم المؤلفتان بأن خدعة الذكاء الاصطناعي ليست قدرًا محتوما، بل يمكن للمجتمع مقاومة التوسع غير المنضبط في هذه التقنيات عبر:
- تشريعات تحمي العاملين.
- رفض الأتمتة غير العادلة.
- دعم الإعلام النقدي المسؤول.
- السخرية كوسيلة مقاومة ذكية تكشف ضعف مخرجات هذه الأنظمة.