نتائج سريرية تكشف فاعلية المراقبة المستمرة للجلوكوز، حيث ظهرت تقنية جديدة تعيد الأمان لحمل المصابات بالسكري، كان العنوان الأبرز الذي جذب انتباه المجتمع الطبي بعد صدور نتائج تجربة سريرية حديثة أظهرت تحولاً مهماً في أساليب متابعة سكري الحمل. فقد أوضحت البيانات أن النساء المصابات بالسكري المرتبط بالحمل يمكنهن تقليل احتمالات إنجاب أطفال ذوي وزن أعلى من المتوسط عند الولادة، وذلك من خلال استخدام الأجهزة الحديثة لمراقبة مستوى الجلوكوز بشكل مستمر بدلاً من الاعتماد على الفحوصات التقليدية القائمة على وخز الإصبع.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Lancet Diabetes & Endocrinology إلى أن سكري الحمل قد يؤدي إلى نمو مفرط للجنين، وهو ما يرتبط بمضاعفات أثناء الولادة، بالإضافة إلى زيادة احتمالات السمنة وأمراض التمثيل الغذائي في الطفولة المبكرة. هذه النتائج أعادت الضوء مجدداً على مدى أهمية تقنية جديدة تعيد الأمان لحمل المصابات بالسكري كمدخل للحد من المخاطر.
تفاصيل التجربة ودقة المقارنات العلمية

شملت التجربة 375 امرأة تم اختيارهن عشوائياً، حيث استخدمت مجموعة جهاز المراقبة المستمرة للجلوكوز من شركة “ديكسكوم”، بينما اعتمدت المجموعة الأخرى على المراقبة الذاتية عبر وخزات الأصابع. وأظهرت النتائج أن 4% فقط من النساء اللاتي استخدمن المراقبة المستمرة أنجبن أطفالاً بوزن أعلى من المتوسط، مقابل 10% في المجموعة الأخرى، وهو فارق ذو دلالة إكلينيكية واضحة.
كما بينت التجربة انخفاض متوسط الوزن عند الولادة في مجموعة المراقبة المستمرة، ما يعني عملياً أن الأطفال كانوا أقل عرضة للنمو المفرط. هذه المعطيات عززت القناعة بأن تقنية جديدة تعيد الأمان لحمل المصابات بالسكري ليست مجرد خطوة تقنية، بل نقلة علاجية واعية.
آفاق طبية أوسع وتصريح الباحث الرئيس

أكد قائد الدراسة، كريستيان جوبل، من المستشفى الجامعي بجامعة فيينا الطبية، أن المراقبة المستمرة للجلوكوز مستخدمة عبر مستشعرات تحت الجلد توفر إمكانية فحص مستويات السكر في أي وقت، مما يتيح تعديل نمط الحياة والعلاج بالأنسولين بدقة أعلى. وشدد على أن هذه القدرة التفاعلية تمنح الحوامل فرصاً أكبر لحمل آمن ومتوازن.
لمعرفة المزيد: سلامة الذكاء الاصطناعي أولًا في عصر الروبوتات

ومع اتساع تبنّي هذه الابتكارات، بات واضحاً أن تقنية جديدة تعيد الأمان لحمل المصابات بالسكري تمثل مرحلة جديدة في متابعة الحمل عالي الخطورة، وتفتح الباب أمام تحسينات مستدامة في صحة الأم والطفل
