أكدت حركة حماس رفضها القاطع لما أطلق عليه الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب، والتي تتضمن إعادة إعمار القطاع تحت إشراف مباشر من واشنطن وتحويله إلى منتجع سياحي ومركز صناعي. وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، إن غزة ليست للبيع، مشددًا على أن أي محاولة لفرض وصاية أميركية أو إسرائيلية على القطاع مرفوضة.
تفاصيل الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن الوثيقة التي حملت عنوان “صندوق إعادة الإعمار والتسريع الاقتصادي والتحول في غزة” أو ما يعرف اختصارًا بـ(GREAT Trust)، تتألف من 38 صفحة وتطرح سيناريوهات لإعادة توطين سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة مؤقتًا، إما في مناطق داخل القطاع أو في دول أخرى. وتقوم على إشراف مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
جذور المشروع ورؤية إسرائيلية واضحة

وبحسب الصحيفة، فإن الخطة التي وُصفت بأنها الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب صيغت بمشاركة إسرائيليين أسسوا مؤسسة غزة الإنسانية، فيما أعد فريق من مجموعة بوسطن للاستشارات الجانب المالي. وتربط الأمم المتحدة بين هذه المؤسسة وارتفاع عدد القتلى أثناء محاولات الحصول على المساعدات منذ مايو 2025، حيث قُتل أكثر من ألف فلسطيني بنيران القوات الإسرائيلية قرب مواقع توزيع المساعدات.
مواقف دولية وانتقادات واسعة

الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب لم تمر دون ردود فعل، إذ سبق أن قوبلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط برفض عربي ودولي واسع. وترى حماس أن المشروع محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير السكان وإعادة رسم مستقبل القطاع بعيدًا عن أهله.
استمرار التصعيد الميداني
ميدانيًا، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية شمال قطاع غزة، حيث قصفت أطراف مدينة غزة برًا وجوًا، ما أدى إلى تدمير منازل وتشريد مزيد من الأسر. يأتي ذلك فيما ناقش مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي خطة للسيطرة على المدينة، بالتوازي مع ترويج الإعلام الإسرائيلي والأميركي لـ الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب.
أزمة إنسانية تتفاقم

قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إن وصف إسرائيل لمدينة غزة بأنها منطقة قتال خطيرة سيؤثر بشكل مباشر على وصول الغذاء، ويهدد حياة العاملين في المجال الإغاثي. وأكد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نحو 514 ألف شخص أي ربع سكان القطاع يعيشون بالفعل ظروف تجويع خطيرة. هذه المأساة الإنسانية تضاعف الانتقادات الموجهة إلى الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب، التي تركز على إعادة الإعمار دون ضمان الحقوق الإنسانية والسياسية للفلسطينيين.
تعرف المزيد: خريطة الاستهدافات الإسرائيلية وارتفاع حصيلة شهداء غزة خلال الساعات الماضية
غزة بين الحرب والسياسة
الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب تضع القطاع أمام معادلة معقدة: من جهة استمرار القصف الإسرائيلي وما يخلفه من دمار ونزوح، ومن جهة أخرى مشاريع أميركية إسرائيلية تحاول إعادة صياغة مستقبل غزة دون موافقة أهلها. وبين هذين المسارين، تتمسك حماس والفصائل الفلسطينية بأن غزة “ليست للبيع” وأنها جزء لا يتجزأ من فلسطين.