لطالما تتجاهل حكومة الصومال، المشاكل السياسية الداخلية، وتكتفي فقط بانتقاد الأشقاء العرب، حيث تتهمهم دائمًا بالتدخل في القضايا الداخلية الصومالية.
تواجه الصومال العديد من المشاكل في الداخل، وبات مستقبل الصومال مرهونًا بمدى قدرة التحديات على تنفيذ رؤيتها. وتتمثل هذه التحديات في الفدرالية التي تدعمها الحكومة المركزية رغم التحديات الأمنية والسياسية، والانفصال الذي يسعى إقليم أرض الصومال عن طريقه لاكتساب الشرعية الدولية، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي يريد فرض سيطرته عبر العنف والترهيب. ورغم هذه المشاكل المختلفة، إلا أن الحكومة تتجاهل ذلك الأمر، وتنتقد الدول العربية.
وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، إن حكومته ستتخد إجراءات ضد الإمارات العربية المتحدة، بعد أن دعت رئيس أرض الصومال، عبدالرحمن إرو، إلى قمة الحكومات العالمية 2025، والتي انعقدت هذا الشهر في دبي.
الإمارات تستضيف رئيس أرض الصومال في قمة الحكومات العالمية 2025
خلال القمة، حث الرئيس إرو، المجتمع الدولي، على الاعتراف بأرض الصومال، كدولة مستقلة.
وعلى هامش القمة، أجرى الرئيس إرو، محادثات مع مسؤولين من الإمارات العربية المتحدة، وموانئ دبي العالمية.
حكومة الصومال تنتقد الإمارات متجاهلة المشاكل الداخلية
وردًا على هذه الزيارة، قال فقي: “أرض الصومال هي منطقة من الصومال، ونحن نعالج هذه المخاوف من خلال الحوار”، مؤكدًا موقف مقديشو بأن أرض الصومال تظل جزءًا من الصومال.
وقلل الوزير فقي من أهمية زيارة رئيس أرض الصومال للإمارات، وقارنها برحلات قادتها الإقليميين إلى الإمارات العربية المتحدة. كما أشار إلى أن الزيارة كانت مماثلة للرحلة الأخيرة التي قام بها رئيس جوبالاند أحمد مادوبي، إلى كينيا.
وتابع وزير الخارجية الصومالي، أن بلاده لن تتسامح مع التدخلات الخارجية في شؤون الدولة. وقال إن حكومة الصومال، ستتخذ خطوات لإدارة علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة. لكنه لم يحدد التدابير التي يجري النظر فيها.
ولم تعلق حكومة أرض الصومال حتى الآن على تصريحات فقي بشأن مشاركة زعيمها في الحدث رفيع المستوى.
الإمارات تواصل دعم الصومال بالمساعدات المختلفة
ورغم أن هذه التصريحات من شأنها أن تخلق نوعًا من الخلاف بين الإمارات والصومال، لكن الإدارة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تواصل تقديم يد العون والمساعدة إلى الأشقاء في الصومال.
قامت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بافتتاح مستشفيين في أرض الصومال، الأول هو مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان العام، بسعة 40 سريرًا في مدينة بربرة شمال غرب الصومال، والثاني مستشفى متخصص للنساء والولادة، بسعة 40 سريرًا في مدينة برعو.
وتأتي هذه المبادرات الإنسانية للإمارات، والتي تقدمها للأشقاء العرب، تنفيذًا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتعمل هذه المبادرات الإنسانية على تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التي يعاني منها أهالي الصومال، لاسيما ما يعانيه القطاع الصحي.
وفي يناير الماضي، أرسلت الإمارات، 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة، للمتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة من الصومال.
تعرف المزيد على: هل الحكومة الفيدرالية الصومالية تساعد بونتلاند في حربها ضد “داعش”؟