في أمسية مفعمة بالفخر والإلهام، استضافت العاصمة البريطانية لندن حفل التخرج العالمي للبريطانيين الصوماليين في نسخته الخامسة، حيث اجتمع السياسيون والأكاديميون والمهنيون الصوماليون من مختلف أنحاء المملكة المتحدة للاحتفال بإنجازات أبناء الجالية الذين تميزوا في الجامعات البريطانية.
الحدث أقيم في البلدة الملكية كينسينغتون وتشيلسي بحضور السفير الصومالي لدى المملكة المتحدة عبد القادر هاشي، وعضو البرلمان البريطاني جو باول، وعمدة البلدة الملكية توم بينيت، إلى جانب المستشار قاسم علي، زعيم مجموعة كينسينغتون وتشيلسي العمالية.
تكريم الخريجين ودعم شركة هرمود تيليكوم

تصدّر حفل التخرج العالمي للبريطانيين الصوماليين قائمة الفعاليات الثقافية للجالية هذا العام، حيث قُدّمت جوائز التفوق الأكاديمي برعاية شركة هرمود تيليكوم، المعروفة بدعمها المستمر للتعليم والتنمية المجتمعية في الصومال والمهجر.
وأكد السفير عبد القادر هاشي أن هذه المبادرة تمثل “جسرًا حقيقيًا بين الصومال والمملكة المتحدة”، مشيدًا بدور هرمود تيليكوم في الاستثمار في التعليم وبناء العلاقات الثقافية بين البلدين.
قصص نجاح تلهم الأجيال الجديدة

تخلل حفل التخرج العالمي للبريطانيين الصوماليين كلمات مؤثرة من الخريجين الذين شاركوا تجاربهم الملهمة حول تحديات الغربة والدراسة والعمل. تحدث البعض عن الليالي الطويلة والمثابرة، بينما عبّر آخرون عن امتنانهم لأسرهم وللمجتمع الصومالي الداعم.
قاد الحفل الإعلامي المخضرم محمد سعيد أصحف بأسلوبه الشيق، حيث جعل من كل لحظة تكريم مناسبة فريدة تعكس روح الفخر والانتماء.
شراكة تعليمية تفتح آفاق المستقبل

من أبرز فقرات حفل التخرج العالمي للبريطانيين الصوماليين تكريم شركة هرمود تيليكوم بجائزة خاصة لدعم التعليم والعمل الخيري. وقدّم الجائزة وزير الحكومة البريطانية الذي يستضيف الحفل سنويًا في دائرته الانتخابية، تقديرًا لدور الشركة في تمكين الشباب وتعزيز فرص التعلم.
في كلمته، قال عبد الرشيد علي عينانشي، الرئيس التنفيذي للاتصالات في هرمود، إن الشركة “تفخر بدعم الخريجين البريطانيين الصوماليين الذين يشكلون مستقبل التعاون بين بلدينا”، مؤكدًا أن العلاقة بين الصومال والمملكة المتحدة “أقوى من أي وقت مضى”.
أمسية لا تُنسى بروح الفخر والهوية

اختُتم حفل التخرج العالمي للبريطانيين الصوماليين بعشاء فاخر جمع الحضور من مختلف الأجيال، في أجواء من الفرح والوحدة. وصف الحضور الأمسية بأنها “الليلة التي ننتظرها كل عام”، حيث امتزجت الاحتفالات بالإنجاز الأكاديمي مع روح الانتماء للمجتمع الصومالي في بريطانيا.
رؤية مستقبلية لجالية متماسكة

من جانبه، أشاد المستشار قاسم علي، أحد أبرز السياسيين البريطانيين من أصول صومالية، بشركة هرمود تيليكوم لالتزامها المستمر بدعم الشباب منذ عام 2019، مؤكدًا أن “النجاح الفردي لا يكتمل إلا إذا انعكس على المجتمع كله”.
كما دعا القادة السياسيين البريطانيين الصوماليين إلى زيارة الصومال قريبًا لتعزيز التبادل المعرفي والمساهمة في التنمية المؤسسية، وهو ما اعتبره خطوة مهمة لتعميق روابط الجالية بجذورها.
تعرف المزيد: الصحافة الصومالية في مواجهة التضليل: دعم أسترالي لرفع كفاءة الإعلاميين في مقديشو 2025
التعليم جسر بين الصومال وبريطانيا
نُظّم حفل التخرج العالمي للبريطانيين الصوماليين بالتعاون بين الخريجين ومنظمة باراكا المجتمعية، وهي مؤسسة خيرية مقرها لندن تعمل على تمكين الشباب وتنمية المهارات القيادية في أوساط الجالية الصومالية.
هذا الحدث لم يكن مجرد حفل تخرج، بل رسالة أملٍ وتعاونٍ، تؤكد أن الجيل الصومالي الجديد في بريطانيا لا يحمل شهادات فقط، بل يحمل معه حلمًا ببناء مستقبل مشترك أكثر إشراقًا بين الصومال والمملكة المتحدة.
