في تحرك لافت يعكس تصاعد المنافسة في مجال التعليم بالذكاء الاصطناعي، أعلنت جوجل، يوم الأربعاء، عن إطلاق ميزة جديدة تحمل اسم “التعلم الموجه” (Guided Learning) ضمن منصتها Gemini، في خطوة وصفها مراقبون بأنها رد مباشر على وضع الدراسة في ChatGPT الذي أطلقته شركة OpenAI قبل أيام فقط.
الميزة الجديدة تسعى إلى تقديم تجربة تعليمية مختلفة، تعتمد على الفهم والتحليل، بدلًا من الاكتفاء بالإجابات الجاهزة، وهو نفس النهج الذي ركز عليه وضع الدراسة في ChatGPT عند إطلاقه.
إجابة سريعة و فهم عميق
يبدو أن جوجل لم ترد أن تبقى في موقع المتفرج بعد إعلان OpenAI عن وضع الدراسة في ChatGPT، حيث بات واضحًا أن السباق بين الشركتين لم يعد يدور فقط حول من يقدم الأجوبة الأسرع، بل من يساعد المستخدم على التفكير بشكل أعمق.
“التعلم الموجه” في Gemini لا يقتصر على تزويد المستخدم بالمعلومة، بل يأخذ بيده عبر خطوات متسلسلة، ويوضح له “لماذا” و”كيف”، مما يجعل عملية التعلم أكثر فاعلية واستيعابًا.
كيف يعمل “التعلم الموجه”؟
الميزة الجديدة مصممة لتكون أشبه بـمعلم ذكي شخصي، إذ تقوم بتقسيم أي موضوع أو سؤال إلى مراحل صغيرة، مع تقديم شروحات مبسطة تتناسب مع مستوى المتعلم. ويُعد هذا تطورًا مهمًا مقارنة بـ وضع الدراسة في ChatGPT، الذي رغم قوته، لا يقدم دائمًا تقسيمًا متسلسلًا بنفس الطريقة.
وإلى جانب الشرح النصي، تدمج الأداة عناصر متعددة مثل:
- الرسوم التوضيحية
- مقاطع الفيديو التعليمية من YouTube
- اختبارات تفاعلية قصيرة
- صور بيانية
- بطاقات تعليمية (Flashcards)
- أدلة مذاكرة مخصصة
هذه العناصر مجتمعة تخلق بيئة تعليمية محفزة، تسمح للطالب باختبار فهمه وتثبيت معلوماته بطريقة تفاعلية.
الهدف: محاربة التعلم السطحي
تأتي هذه المبادرات الجديدة وسط مخاوف متزايدة من أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تُضعف مهارات التعلم والتفكير النقدي، لأنها غالبًا ما تقدم إجابات جاهزة دون تحليل.
لكن سواء في ميزة التعلم الموجه من جوجل، أو في وضع الدراسة في ChatGPT، هناك تحول واضح نحو جعل الذكاء الاصطناعي شريكًا في عملية التعلم، لا بديلًا عنها.
في الواقع، ظهور مثل هذه الميزات قد يكون ردًا على الانتقادات التي طالت روبوتات الدردشة، واتهامها بأنها تغني المستخدم عن الفهم الحقيقي للمواضيع.
تصريح رسمي: شريك تعليمي لا مجرد محرك للردود
وفي منشور رسمي على مدونة جوجل، كتبت مورين هايمانز، نائبة رئيس الشركة للتعلم والاستدامة: سواء كنت تراجع درسًا عن الإنزيمات، أو تبدأ مقالًا حول أهمية النحل، أو تستكشف شغفك بالتصوير، فإن ميزة التعلم الموجه ستكون شريكًا فكريًا متعاونًا يساعدك على الفهم في كل خطوة.
هذا التصور ينسجم مع الرؤية التي تقود تطوير وضع الدراسة في ChatGPT، والتي تقوم على مرافقة المتعلم في رحلة التفكير لا مجرد تزويده بالمعلومة.
مزايا إضافية..
إلى جانب ميزة التعلم الموجه، أعلنت جوجل عن:
- تحسينات على محرك Gemini ليصبح أكثر قدرة على فهم السياق وتقديم محتوى مرئي داعم.
- دمج تلقائي للصور والمخططات ومقاطع الفيديو داخل الردود.
- القدرة على إنشاء بطاقات تعليمية وأدلة مذاكرة مخصصة بناءً على أسئلة المستخدم أو نتائج اختباره.
وتأتي هذه التطويرات في وقت يسعى فيه وضع الدراسة في ChatGPT أيضًا إلى تقديم أدوات مشابهة مثل تنظيم الملاحظات، وتوليد أسئلة مراجعة، وبناء خطط مذاكرة مرنة.
عرض خاص للطلاب.. في 5 دول رئيسية
ضمن الحزمة التعليمية، أعلنت جوجل عن تقديم اشتراك مجاني لمدة عام في خطة Google AI Pro للطلاب في:
- الولايات المتحدة
- اليابان
- إندونيسيا
- كوريا الجنوبية
- البرازيل
تتضمن هذه الخطة وصولًا مجانيًا إلى أدوات تعليمية متقدمة مثل Gemini 2.5 Pro وNotebookLM وDeep Research، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الأدوات المتاحة ضمن وضع الدراسة في ChatGPT.
تعرف المزيد: قائمة أكواد فري فاير المجانية الجديدة 2025 Free Fire وطريقة استبدالها للحصول على المكافآت
المنافسة تعيد تعريف مستقبل التعليم
من الواضح أن التعليم أصبح ميدانًا جديدًا تتصارع فيه شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى. ومع ظهور ميزات مثل “التعلم الموجّه” في Gemini، ووضع الدراسة في ChatGPT من OpenAI، لم يعد التركيز على مجرد توفير إجابات، بل على تحفيز الفهم، وتعزيز المهارات، وتمكين المستخدم من التفكير النقدي.
قد لا يكون هذا الصراع بين جوجل وOpenAI مجرد سباق تجاري، بل هو في جوهره محاولة لإعادة تعريف كيف نتعلم، وماذا يعني أن يكون لدينا “مساعد ذكي” فعليًا.
وبينما تتوسع الميزات وتتحسن التجربة، يبدو أن المستقبل القريب سيشهد دمجًا غير مسبوق بين الذكاء الاصطناعي والتعليم الذاتي، مع حضور قوي ومستمر لـ وضع الدراسة في ChatGPT كمحفّز لهذا التحول.