جامعة هرمود في الصومال، أدت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1988، ثم انهيار الدولة في 1991، إلى شلل شبه كامل للقطاع العام في الصومال، وفي مقدّمته التعليم. فقد تدمرت المؤسسات التعليمية، وتوقفت الخدمات الأساسية، وغادرت أكثر من 80% من النخب العلمية البلاد. ومع غياب الاستقرار لسنوات طويلة، نشأ جيل كامل دون فرص تعليم فعلية، ما جعل الصومال من أدنى الدول عالميًا في معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة.
وسط هذا الواقع الصعب، جاءت الحاجة الماسّة إلى مبادرات محلية قادرة على بناء نظام جامعي جديد يعيد تأهيل الشباب ويدعم عملية إعادة الإعمار. ومن هنا بدأت قصة جامعة هرمود.
التأسيس والرؤية..

تأسست جامعة هرمود في الصومال عام 2010 كمؤسسة خاصة غير ربحية على يد مجموعة من قيادات شركة هرمود للاتصالات. جاءت فكرة تأسيس الجامعة لتلبية الطلب المتزايد على تعليم متخصص، خصوصًا في الهندسة والتكنولوجيا والعلوم الحديثة، ولبناء كوادر قادرة على قيادة التنمية وإعادة بناء الدولة.
واليوم تُعد الجامعة عضوًا نشطًا في مجموعة من الاتحادات والجمعيات الإقليمية والدولية، ما يعزز حضورها الأكاديمي ويُسهم في الارتقاء بجودة التعليم والبحث العلمي.
القيادة: ثلاثة عهود من التطوير

- البروفيسور جيلاني عبدالله عثمان (2010–2015)
كان أول نائب رئيس للجامعة، ووضع الأسس الإدارية والأكاديمية التي انطلقت منها المؤسسة، بما في ذلك تصميم البرامج، وتوظيف الكفاءات، وهيكلة الأنظمة والسياسات.
2. الدكتور آدم شيدان جوليد (2015–2025)
استمرت الجامعة خلال فترة قيادته في التوسع، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز جودة البرامج، وتوسيع الشراكات الدولية.
- البروفيسور الدكتور عبدي عمر شريعة (2025–الآن)
يقود الجامعة نحو مرحلة جديدة تركّز على البحث العلمي، الابتكار، والاستفادة من التعاون الدولي في تطوير التعليم العالي في الصومال.
خمسة عشر عامًا من الأثر الوطني والدولي

على مدار 15 سنة، لعب خريجو جامعة هرمود في الصومال دورًا رئيسيًا في إعادة بناء الصومال، والعمل داخل مؤسسات الدولة، والشركات الخاصة، والمنظمات الدولية، إضافة إلى مساهماتهم في ريادة الأعمال والهجرة المهنية للخارج.
يستعرض التقرير أبرز مجالات تأثير الخريجين:
أولًا: القطاع العام .. دعم الحكومات وبناء المؤسسات

عمل خريجو جامعة هرمود في الصومال في الوزارات، الهيئات المستقلة، والقضاء والبرلمان في كل من:
- الحكومة الفيدرالية
- بونتلاند
- جوبالاند
- ولاية جنوب الغرب
- غالمودوغ
- هيرشبيلي
وتولّى بعضهم مناصب رفيعة مثل وزراء إقليميين، رؤساء بلديات، ومديري مؤسسات عامة.
ثانيًا: القطاع الخاص.. محرك الاقتصاد الصومالي

يشكّل خريجو جامعة هرمود في الصومال قوة مؤثرة في الشركات الكبرى خاصة في:
أ. الاتصالات
يعمل الخريجون في شركات مثل:
- هرمود للاتصالات
- سومتيل
- جوليس تيليكوم
- ضمن وظائف تشمل هندسة الشبكات وتطوير الأنظمة وإدارة المشاريع.
ب. البنية التحتية والإنشاءات
في مجالات:
- التصميم الهندسي
- الإشراف على المشاريع
- التخطيط العمراني
ج. شركات التكنولوجيا والبرمجيات
برز خريجو جامعة هرمود في الصومال كمطورين، محللين للأمن السيبراني، ومهندسي نظم، كما أسس بعضهم شركات ناشئة في مجال الـ IT.
د. الأعمال والتمويل
يعملون في البنوك والشركات التجارية كمحاسبين، مديري أعمال، محللين، ومسؤولين تنفيذيين.
ثالثًا: المنظمات الدولية.. التنمية والإغاثة

ساهم خريجون جامعة هرمود في الصومال في تنفيذ برامج إنسانية وتنموية عبر:
منظمات دولية مثل:
- IRC
- Save the Children
- CARE
منظمات محلية
- في قطاعات التعليم، الصحة، حقوق المرأة، البيئة، وبناء السلام.
رابعًا: ريادة الأعمال.. إطلاق الشركات وبناء الوظائف

أسس خريجون جامعة هرمود في الصومال مشاريع متنوعة مثل:
- المتاجر الإلكترونية
- مراكز التدريب
- شركات برمجيات
- شركات لوجستية ونقل
- مشاريع صغيرة ومتوسطة
- وأسهموا في خلق فرص العمل وتعزيز ثقافة الابتكار.
خامسًا: التوظيف الدولي.. حضور صومالي متنامٍ عالميًا
انتشر خريجو الجامعة في أوروبا، أمريكا الشمالية، الشرق الأوسط، وشرق آسيا، وعملوا في:
- الهندسة
- التكنولوجيا
- التعليم
- الاستشارات
- الدبلوماسية
مشكّلين جسورًا ثقافية واقتصادية بين الصومال والعالم.
الدراسات العليا بالخارج انتشار أكاديمي ملفت

خلال 15 عامًا، حصل مئات الخريجين من جامعة هرمود في الصومال على قبول جامعي في دول مثل:
- المملكة المتحدة
- الصين
- كوريا الجنوبية
- الهند
- ماليزيا
- روسيا
- الجزائر
- السودان
- كينيا
ويعكس ذلك جودة الإعداد الأكاديمي في الجامعة وقدرتها على تخريج طلاب مؤهلين للدراسة في مؤسسات عالمية مرموقة.
الشراكات الدولية
وقّعت جامعة هرمود في الصومال مذكرات تعاون مع مؤسسات بارزة منها:
- جامعة مالايا
- جامعة لينكولن
- جامعة الخرطوم
- جامعة أنقرة
- جامعة لوفلي بروفيشنال
- جامعة شنيانغ الصينية
- جامعة دوراكج بونديت التايلاندية
… وغيرها.
كما تُعد الجامعة عضوًا في اتحادات أكاديمية دولية وإقليمية رفيعة.
التميز الأكاديمي كليات تقود التغيير

كلية الهندسة
من أفضل كليات الهندسة في الصومال، وتخرّج مهندسين يساهمون في قطاعات البناء والطاقة والاتصالات.
كلية علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات
أصبحت مركزًا للابتكار الرقمي، وخرّجت مطوري برمجيات، ومهندسي نظم، ورواد أعمال تقنيين.
كلية الاقتصاد وعلوم الإدارة
أسهمت في إعداد كوادر تعمل في الوزارات والبنوك والقطاع الخاص.
كلية الزراعة
تدعم الأمن الغذائي عبر تخريج خبراء في الزراعة الحديثة.
كلية الآداب والعلوم الاجتماعية
تعزز مهارات القيادة والتفكير النقدي والإعلام والعلاقات العامة.
كلية علوم الأرض والبيئة
تركّز على الجيولوجيا والمناخ وإدارة الموارد الطبيعية.
كلية الشريعة والقيادة
تجمع بين المعرفة الشرعية ومهارات الإدارة والحوكمة الحديثة.
المنح الدراسية دعم التعليم وإتاحة الفرص
- منحة امتحان القبول
برنامج سنوي يمنح الطلاب المتفوقين منحًا كاملة حتى التخرج.
- منح التفوق لأعلى الطلاب
تُمنح لأوائل الكليات سنويًا وتُجدد حسب الأداء.
البنية التحتية ثلاثة أحرام جامعية متطورة

طوّرت الجامعة مرافق حديثة تشمل:
- معامل هندسية
- مختبرات تكنولوجيا المعلومات
- مكتبات رقمية
- قاعات حديثة
- مراكز بحثية
ووسّعت أحرامها الثلاثة لخدمة الأعداد المتزايدة من الطلاب.
شؤون الطلاب.. وبناء مستقبل مهني
تعمل الجامعة على:
- تنظيم التدريب العملي
- دعم تأسيس الشركات الناشئة
- بناء شبكة خريجين قوية
- ربط الطلاب بسوق العمل والمؤسسات الشريكة
وقد حقق مُعظم خريجيها نسب توظيف مرتفعة خلال السنة الأولى من التخرج.
تعرف المزيد: العلاقات الصومالية العراقية تتعزز في مقديشو: تعاون أمني واقتصادي
جامعة هرمود في الصومال ..قصة نجاح وطن
بعد 15 عامًا من العمل الدؤوب، أصبحت جامعة هرمود من أبرز مؤسسات التعليم العالي في الصومال.
نجحت في بناء جيل جديد من المهندسين، التقنيين، الاقتصاديين، الإعلاميين، والقادة، وأسهمت في تحويل التعليم العالي في البلاد من مرحلة التعافي إلى مرحلة المنافسة الإقليمية والدولية.
ومع استمرار توسعها وشراكاتها الدولية، تواصل الجامعة إعداد قادة المستقبل ودعم التنمية الوطنية في الصومال.
