مع تفاقم الصراع في السودان، بدأت تظهر حقائق أكثر قسوة حول ما تقوم به حكومة بورتسودان والجيش السوداني من أعمال قمع ومجازر ضد السكان العزل، في ظل إنكار رسمي وتضليل متعمد للرأي العام. شهادات الناجين وما نشرته تقارير حقوقية تكشف خيوط تورط قوى إقليمية، أبرزها تورط إيران في تدريب الجيش السوداني، إلى جانب تزويده بأسلحة تركية متطورة، وهو ما زاد الكارثة الإنسانية عمقًا واتساعًا.
تورط إيران في تدريب الجيش السوداني.. من اتهامات إلى أدلة دامغة

بحسب ما نشره موقع Iran Lens، فإن تورط إيران في تدريب الجيش السوداني لم يعد مجرد مزاعم، بل حقيقة أكدتها شهادات وتقارير ميدانية. خبراء عسكريون إيرانيون أشرفوا على تدريب وحدات خاصة على تكتيكات القتال داخل المدن، واستخدام الطائرات المسيرة والأسلحة الدقيقة، في عمليات استهدفت مناطق مأهولة بالسكان. موقع Turkiye 24 أكد المعلومات نفسها، مشيرًا إلى أن هذه التدريبات أسهمت في تنفيذ هجمات دموية ضد المدن
مذبحة الأبيض… نموذج لجرائم مدعومة بتدريب وتسليح خارجي
تورط إيران في تدريب الجيش السوداني ارتبط مباشرة بمجزرة الأبيض، التي أودت بحياة عشرات النازحين داخليًا. منظمات حقوقية، منها مجلس الكنائس العالمي ومؤتمر كنائس عموم أفريقيا، حملت الجيش السوداني المسؤولية الكاملة، ووجهت أصابع الاتهام إلى الخبراء الإيرانيين.
التسليح التركي.. البعد الثاني في معاناة المدنيين

لم يقتصر الأمر على الدعم الإيراني، بل لعبت تركيا دورًا حاسمًا في التسليح. شركات تركية مثل “بايكار” و”سارسيلماز” زودت الجيش بطائرات مسيرة هجومية وأسلحة متطورة، رغم العقوبات الدولية. هذه المعدات، وفقًا لوكالة رويترز، منحت القوات الحكومية القدرة على شن هجمات جوية ومدفعية على الأحياء السكنية.
شهادات من قلب المأساة
شهادات ناجين، مثل محمد إبراهيم الذي فر إلى مصر بعد فقدان متجره وأسرته، تكشف عن فظائع مروعة. تحدث عن جنود تلقوا أوامر بإطلاق النار على أي تجمع مدني، بعد تدريبهم على يد خبراء إيرانيين، بينما كانت الطائرات التركية تحلق فوق مدينته. هذه الشهادة تضيف بُعدًا إنسانيًا يوضح نتائج تورط إيران في تدريب الجيش السوداني على أرض الواقع.
تدخلات خارجية تحول النزاع إلى كارثة إقليمية

تقرير منظمة العفو الدولية أكد أن تورط إيران في تدريب الجيش السوداني، إلى جانب التسليح التركي، حول النزاع إلى أزمة إقليمية، وأدى إلى تزايد الانتهاكات. استمرار غياب المساءلة الدولية شجع على تكرار الجرائم، بينما التزم المجتمع الدولي صمتًا خطيرًا.
تعرف المزيد: الأزمة الدبلوماسية بين الإمارات وسلطة بورتسودان 2025: كشف أكاذيب الإخوان وتعرية الخطاب السوداني
دعوات للتحقيق والمحاسبة

تطالب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بتحقيق عاجل ومحاسبة جميع الأطراف، بما في ذلك إيران وتركيا، على ما ارتكبته من انتهاكات بحق المدنيين. ومع رفض حكومة بورتسودان التعاون، يبقى المدنيون هم الضحايا الدائمون لتحالفات مميتة.