على هامش قمة وزراء منتدى التعاون الصيني الأفريقي (FOCAC)، لفت اللقاء الثنائي بين الصومال وكينيا الأنظار، حيث أعاد البلدان التأكيد على العلاقات الصومالية الكينية وروابطهما التاريخية وتعهّدا بمستقبل أكثر تعاونًا يخدم مصالح الشعبين، ويعزز من استقرار القرن الأفريقي.
العلاقات الصومالية الكينية علاقات تاريخية ومصالح مشتركة
أجرى رئيس وزراء كينيا موساليا مودافادي محادثات ثنائية مع وزير الخارجية الصومالي عبدالسلام عمر، مؤكدين أن العلاقات الصومالية الكينية تستند إلى أسس ثقافية واجتماعية واقتصادية متجذّرة تعود إلى ما قبل الاستقلال.
وقال مودافادي إن البلدين يشتركان في أهداف جوهرية تتعلق بـ”السلام، والاستقرار، والازدهار الإقليمي”، ما يدفعهما إلى توسيع آفاق التعاون الثنائي وتسريع اجتماعات لجنة التعاون المشتركة (JCC) بهدف توقيع مذكرات تفاهم استراتيجية.
دعم كيني للصومال منذ 25 عامًا
أشاد الجانب الصومالي بما وصفه بـ”الدعم الكيني الثابت للصومال على مدى 25 عامًا”، لا سيما من خلال مشاركة كينيا في بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) التي أسهمت في حفظ الأمن ومحاربة الميليشيات المتطرفة.
وأكد وزير الخارجية الصومالي أن كينيا لعبت دورًا حيويًا في استقرار الصومال، بينما شدد مودافادي على التزام نيروبي بسياسة “حسن الجوار”، وتعميق التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة الشعبين، ويعزز من وحدة القرن الأفريقي.
انضمام الصومال إلى الجماعة الإفريقية يفتح آفاقًا جديدة
سبق هذا اللقاء اجتماع مهم بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ونظيره الكيني ويليام روتو في 11 يناير 2025 على هامش قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية، حيث أكدا على “العلاقات الدبلوماسية الممتازة” التي تربط البلدين.
وأشار روتو إلى أن العلاقات الصومالية الكينية شهدت تطورًا ملحوظًا منذ انضمام الصومال إلى جماعة شرق إفريقيا (EAC) العام الماضي. وقد سلّم الصومال وثائق التصديق على معاهدة الانضمام رسميًا في أروشا بتنزانيا يوم 4 مارس 2024، في خطوة وصفها مودافادي بأنها “محورية” لتعزيز علاقات الصومال الثنائية وتوسيع دورها الإقليمي والدولي في مجالي التجارة والاستثمار.
تعكس العلاقات الصومالية الكينية حراكًا دبلوماسيًا إيجابيًا في محيط مضطرب، لا سيما في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة. وبينما تسعى دول كينيا والصومال لتقوية الجبهة الإقليمية ضد التطرف والتدخلات الخارجية، فإن هذا التقارب يشكّل ورقة استراتيجية حيوية لتعزيز الاستقرار، وخصوصًا في مواجهة نفوذ الجماعات المسلحة والدور السلبي الذي تلعبه بعض القوى الخارجية في الصومال.
تعرف المزيد على: هل أصبح تحالف الحوثيين والشباب تهديدًا جديدًا في الصومال؟