في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون العسكري بين الصومال ومصر، شهدت العاصمة مقديشو لقاءً رسميًا مهمًا بين وزير الدفاع الصومالي، أحمد معلم فقي، وسفير مصر لدى الصومال، محمد السعيد أحمد، وذلك بحضور الملحق العسكري في السفارة المصرية، العقيد أحمد فتحي عبد الستار الحسيني.
يأتي اللقاء في توقيت حساس تمر فيه منطقة القرن الأفريقي بتحديات أمنية متفاقمة، ويؤكد عمق الشراكة المتنامية بين البلدين الشقيقين، خاصةً في ملفات الأمن والدفاع.
سبل تعزيز التعاون العسكري بين الصومال ومصر
ناقش الجانبان خلال الاجتماع ملفات حيوية تتعلق بسبل تعزيز التعاون العسكري بين الصومال ومصر، وتوسيع آفاق الدعم المصري للجهود الأمنية الصومالية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية وعسكرية تشهدها الساحة الصومالية في ظل استمرار الحرب ضد الجماعات الإرهابية، على رأسها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش الذي ينشط في بعض المناطق الشمالية الشرقية من البلاد.
وقد أعرب الجانبان عن أهمية التنسيق المستمر والموسع لمواجهة هذه التهديدات الأمنية التي لا تقتصر على الصومال فحسب، بل تمتد آثارها إلى الإقليم بأكمله.
كما تناول اللقاء دعم جمهورية مصر العربية للبعثة الجديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال المعروفة باسم AUSSOM، والتي تُعد مصر من الدول المشاركة فيها.
يعكس هذا الدعم المصري التزام القاهرة بدورها القاري، ومسؤوليتها التاريخية تجاه استقرار وأمن الدول الأفريقية، وعلى رأسها الصومال.
وجرى التأكيد على أهمية استمرار التنسيق مع البعثة الجديدة لضمان نجاح مهامها في دعم الأمن وإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية.
وفي ختام اللقاء، أشاد وزير الدفاع الصومالي بالدور الفاعل الذي تلعبه مصر في تدريب عناصر الجيش الصومالي، ورفع كفاءة وحداته من خلال برامج تدريب عسكرية متقدمة ونقل الخبرات الفنية.
كما نوه بالعلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، معتبرًا أن تعزيز التعاون العسكري بين الصومال ومصر يُعد أحد أوجه هذا الارتباط الأخوي، ويعكس الحرص المتبادل على دعم الأمن القومي لكلا الطرفين.
القاهرة ظلت شريكًا صادقا للصومال
وأكد الوزير أحمد معلم فقي أن القاهرة ظلت شريكًا صادقًا للصومال في مختلف المراحل، خاصة في دعم الجهود الأمنية والعسكرية، مشيرًا إلى أن تعزيز التعاون العسكري بين الصومال ومصر يُعد حجر أساس في معركة بلاده المتواصلة ضد التطرف والإرهاب، كما يساهم في بناء جيش وطني قادر على حماية مكتسبات البلاد وتحقيق الاستقرار.
تعرف المزيد على: الصومال تدشن الامتحانات وسط التزام حكومي جاد بتطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال
ويُعد هذا اللقاء تجسيدًا ملموسًا للتقارب السياسي والعسكري بين البلدين، ورسالة قوية تؤكد أن التعاون العسكري بين الصومال ومصر سيتواصل في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح شعبي البلدين ويعزز الأمن الإقليمي في واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في العالم.