أقرّ الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون في 23 أكتوبر 2025، يقضي بضم أجزاء من الضفة الغربية وإحدى المستوطنات الكبرى، ما فجّر جدلًا واسعًا وأعاد النقاش حول مستقبل عملية السلام.
ورغم محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقليل من أهمية الخطوة، إلا أن تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية فتح الباب أمام ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة، وموقف أمريكي متردد عبّر عنه الرئيس دونالد ترامب بتصريحات غامضة، لتتحول الأزمة إلى اختبار جديد للمجتمع الدولي وسياساته تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
ردود الفعل العربية والإسلامية: جبهة موحدة ضد تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية

أثار تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية موجة إدانات غير مسبوقة من الدول العربية والإسلامية.
فقد أصدرت السعودية والإمارات والأردن ومصر بيانات مشتركة، إلى جانب باكستان وماليزيا، وصفوا فيها القرار بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي” و”تقويض واضح لجهود السلام”.
كما رحبت هذه الدول بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في أكتوبر 2025، والذي أعاد التأكيد على بطلان إجراءات الضم والمستوطنات.
وشددت البيانات على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف التصعيد بعد تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية، محذّرة من أن استمرار هذه السياسة يهدد الأمن الإقليمي ويقوّض أسس حل الدولتين.
نتنياهو يهاجم المعارضة ويحاول احتواء الأزمة

في أول تعليق له بعد التصويت، قال بنيامين نتنياهو إن المعارضة “تعمدت الاستفزاز السياسي” خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس لإسرائيل.
وأوضح أن مشروعي القانونين قدّمهما نواب المعارضة، وأن حزب “الليكود” لم يصوّت لصالحهما إلا في حالات محدودة.
ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو محاولة لامتصاص الغضب الدولي وتخفيف تداعيات تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية، خصوصًا أنه جاء في توقيت سياسي حساس داخليًا، مع ضغوط من الأحزاب اليمينية المتشددة.
ويعتقد محللون أن نتنياهو يحاول استخدام الأزمة لتعزيز موقعه السياسي وفتح باب المساومات الإقليمية القادمة.
🇺🇸 الموقف الأمريكي: تصريحات ترامب تثير الجدل بعد تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية

خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، سُئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه من تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية، فردّ قائلًا: “إسرائيل لن تفعل شيئًا بخصوص الضفة الغربية، لا داعي للقلق”.
لكن هذا التصريح الغامض فُسِّر على نطاق واسع باعتباره مؤشرًا على تراجع واشنطن عن الضغط على تل أبيب.
ورأى محللون أن الموقف الأمريكي بدا متناقضًا، مما شجّع اليمين الإسرائيلي على المضي قدمًا في سياسات فرض الأمر الواقع بعد تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية.
🇦🇪 الإمارات: تحذير من التصعيد ودعوة لتحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته
في بيان رسمي، وصفت وزارة الخارجية الإماراتية تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية بأنه “تصعيد خطير” و”انتهاك للشرعية الدولية”.
وأكدت أبوظبي رفضها القاطع لأي محاولات لتغيير الوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ومنع تدهور الأوضاع.
وشدّدت على التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وإحياء عملية السلام، معتبرة أن تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة.
هل ينهي تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية حلّ الدولتين؟

أعاد تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية التساؤلات حول مستقبل حلّ الدولتين، إذ يرى خبراء أنه اختبار لقدرة المجتمع الدولي على منع إسرائيل من فرض أمر واقع.
ويعتقد آخرون أن الخطوة الإسرائيلية ليست سوى “بالون اختبار” لقياس ردود الفعل قبل اتخاذ قرارات ميدانية أوسع.
ورغم الموقف العربي الموحد، فإن استمرار الصمت الغربي قد يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات، مما يجعل تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية نقطة تحول جديدة في مسار الصراع العربي الإسرائيلي.
تعرف المزيد: واشنطن تطلق العقوبات على روسيا بعد إلغاء القمة مع بوتين والسبب..
بين القانون والسياسة

يبقى تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية حدثًا مفصليًا في المشهد الإقليمي، إذ لم يكن مجرد تصويت تشريعي، بل رسالة سياسية بأن إسرائيل ماضية في اختبار حدود الموقف الدولي.
ورغم الرفض العربي والإسلامي الواسع، يظل السؤال: هل يتحول التصويت إلى بداية موجة جديدة من التصعيد، أم يكون فرصة لإعادة التفكير في عملية السلام؟
في كل الأحوال، تظل الضفة الغربية قلب الصراع، فيما تتزايد المطالب بضغط دولي يعيد الأمور إلى مسارها القانوني والإنساني الصحيح.
