بينما تتزايد التحركات العسكرية في جنوب الصومال، تقود القوات الحكومية جهودًا أمنية واسعة النطاق تهدف إلى دحر جماعة “الشباب” المتشددة واستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الحيوية. وفي عملية جديدة تحمل رسائل سياسية وأمنية قوية، نفذت قوات الجيش الصومالي عملية مخططة بدقة في محافظة شبيلي السفلى، مستهدفة قواعد الإرهابيين في وقت تشتد فيه المواجهة.
عملية نوعية بين “ليغو” و”ياقبري وين”
نفّذت وحدات من الفرقة 64 ضمن اللواء السابع بالقطاع العسكري الثاني عشر للجيش الوطني الصومالي، وبالتعاون مع شرطة مديرية وانلاوين، عملية عسكرية مركزة استهدفت مواقع تابعة لحركة الشباب في المناطق الواقعة بين بلدتي ليغو وياقبري وين.
بحسب التصريحات التي أدلى بها قادة العملية، فقد كان الهدف الأساسي هو تحييد مواقع العدو وتعطيل تحركاته الرامية إلى زعزعة الاستقرار المحلي في منطقة وانلاوين، التي تُعد أحد أبرز الخطوط الدفاعية الاستراتيجية للحكومة الصومالية.
وأوضح القادة أن العملية كانت وقائية واستباقية، وجاءت في ظل معلومات استخباراتية تفيد بنشاط متزايد لعناصر “الشباب” في المنطقة، دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مدنية في صفوف القوات الحكومية أو السكان المحليين، ما يعكس احترافية عالية في تنفيذ المهام.
السياق الأمني والتوقيت الحرج للعملية في شبيلي السفلى
تأتي هذه العملية بعد هجوم دموي شنّته “حركة الشباب” قبل يومين على منطقة “عيلشا بيها” القريبة من العاصمة مقديشو، ما أثار موجة استنفار أمني واستعدادات عسكرية شاملة في المناطق المجاورة، خاصة في محافظتي شبيلي السفلى وشبيلي الوسطى.
ويُعد محافظة شبيلي السفلى واحدة من أبرز الجبهات المفتوحة في الحرب ضد الجماعة المتطرفة، إذ تشهد منذ أسابيع عدة عمليات عسكرية مكثفة بهدف استعادة السيطرة على الطرق الرئيسية وقطع خطوط الإمداد التي تستخدمها “الشباب” لشن هجماتها المتكررة.
الحكومة الصومالية تعمل حاليًا على توسيع نفوذها في الريف والمناطق الخارجة عن السيطرة، مستفيدة من الدعم الشعبي الكبير في بعض المديريات، إلى جانب التعاون بين القوات المسلحة والشرطة المحلية، كما حدث في هذه العملية المشتركة في وانلاوين.
تؤكد هذه العملية أن الحرب ضد “الشباب” لم تعد مقتصرة على الميدان فحسب، بل أصبحت معركة متكاملة على كافة الجبهات: العسكرية، الأمنية، والمجتمعية. ومع تزايد العمليات الدقيقة التي تُضعف قدرات “الشباب”، فإن الأمل يتجدد في استعادة الاستقرار في المحافظات الجنوبية.
المجتمع المحلي يلعب دورًا مهمًا في دعم القوات الحكومية، وتوفير المعلومات الأمنية، والتعاون في ضبط التحركات المشبوهة، وهو ما شددت عليه القيادات العسكرية عقب هذه العملية.
وتبقى رسالة القوات المسلحة الصومالية واضحة: لا مكان للإرهاب في الصومال، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من العمليات النوعية حتى القضاء الكامل على فلول “الشباب”.
تعرف المزيد على: وزير الخارجية: جماعة الشباب في أضعف حالاتها بعد عامين من العمليات العسكرية