أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الدرع الواقي الذي يغطي مفاعل تشرنوبل المدمر لم يعد قادرًا على أداء دوره الأساسي في الحماية النووية، وذلك بعد تعرضه لأضرار ناجمة عن طائرة مسيرة سقطت على الهيكل. ووفق تقرير الوكالة الأخير، فإن الفحص الذي أجري الأسبوع الماضي كشف أن “تشرنوبل من جديد، درع ينهار وأسئلة تعود من قلب التاريخ النووي” ليست مجرد عبارة رمزية، بل واقع يفرض نفسه بعد ثلاثة عقود على كارثة 1986.
وتتهم أوكرانيا روسيا بالمسؤولية عن الحادث، بينما تنفي موسكو ذلك بشكل قاطع.
ضربة بطائرة مسيرة تكشف هشاشة الهيكل

قال المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، إن تأثير الطائرة المسيّرة أدى إلى تدهور في وظيفة الاحتواء التي يشكلها الهيكل الفولاذي الذي اكتمل بناؤه عام 2019، موضحًا أن “تشرنوبل من جديد درع ينهار وأسئلة تعود من قلب التاريخ النووي هو توصيف دقيق لوضع الهيكل الحالي.
ورغم ذلك، أكد غروسي أن التحليل الفني لم يظهر أي أضرار دائمة في الهياكل الحاملة أو أنظمة المراقبة، مشيرًا إلى أن بعض الإصلاحات تمت فعلاً، لكن “عملية ترميم شاملة” ما تزال ضرورية لضمان السلامة النووية على المدى الطويل ومنع المزيد من التدهور.
الوكالة الدولية أضرار خطيرة لكن دون انهيار إنشائي

الأمم المتحدة كانت قد أعلنت في فبراير أن الضربة تسببت في نشوب حريق وأضرار بالكسوة المحيطة بالمفاعل رقم 4 الذي انهار عام 1986. السلطات الأوكرانية قالت إن الطائرة كانت روسية الصنع، لكن روسيا نفت بشكل كامل استهداف المنشأة النووية.
وبالرغم من المخاوف، أكدت الأمم المتحدة أن مستويات الإشعاع في المنطقة بقيت “طبيعية ومستقرة”، دون تسجيل أي تسرب إشعاعي.
لمعرفة المزيد: حمل المصابات بالسكري.. تقنية جديدة تعيد الأمان
بين الاتهامات والطمأنة أين تقف المخاطر؟

هذا التضارب بين الاتهامات والطمأنة يعيد من جديد السؤال الأكثر حساسية: هل تملك المواقع النووية في مناطق النزاع القدرة على الصمود؟ وهل يمكن أن تتحول إلى نقاط ضعف استراتيجية؟
ومع كل تطور جديد، يبدو أن “تشرنوبل من جديد درع ينهار وأسئلة تعود من قلب التاريخ النووي” قد يصبح عنوان مرحلة جديدة تتجاوز البعد التقني لتلامس الأمن الدولي بأكمله.
