في الوقت الذي تخوض فيه الحكومة الصومالية معركة شرسة ضد الإرهاب، تبرز تساؤلات مثيرة للقلق حول احتمال تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي. هذه المزاعم، إن صحت، قد تمثل تهديدًا خطيرًا لبنية الدولة الأمنية، وتثير الشكوك حول مصير جهود مكافحة التطرف في البلاد.
تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي يفتح باب الشكوك
شهدت منطقة “موقوقوري” بوسط الصومال حادثة مفجعة أثارت جدلاً واسعًا، حيث أقدم جندي على قتل قائده المباشر، العقيد عبد الرحمن حجيل، قائد اللواء 26 بالفرقة 27، أثناء أدائه مهامه على الجبهة. ورغم أن الدوافع لم تُكشف بعد، إلا أن التحريات فتحت الباب أمام فرضية تسلل حركة الشباب إلى الجيش الصومالي.
حوادث متكررة تثير الريبة تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي، إذ سبقتها واقعة مشابهة راح ضحيتها القائد نور فاري، ما يشير إلى نمط متكرر يستهدف القيادات العسكرية الفاعلة في الحرب ضد حركة الشباب. وهو ما دفع العديد من المحللين الأمنيين إلى التحذير من اختراق متنامٍ لصفوف الجيش من قبل جماعات متشددة.
الاتهامات تحاصر الجيش من الداخل
يشير التقرير إلى أن هناك عناصر داخل الجيش ربما تم تجنيدها من قبل حركة الشباب، لأداء مهام تجسسية أو تنفيذ اغتيالات من الداخل. ورغم أن الموقع لم يتمكن من التحقق بشكل مستقل من هذه الادعاءات، فإنها أصبحت محل نقاش جدي في الأوساط الأمنية والسياسية.
استخدام المخدرات بين الجنود
أحد المؤشرات التي تم رصدها هو احتمال تعاطي الجندي المتهم مواد مخدرة وقت ارتكابه للجريمة، وهو ما سلط الضوء على أزمة داخلية أخرى يعاني منها الجيش مثل تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي، تتمثل في ضعف الانضباط وتفشي السلوكيات غير النظامية بين الجنود، خاصة في مناطق القتال.
غياب آليات التحقق من الخلفية الأمنية
تعاني القوات المسلحة الصومالية من غياب منهجية واضحة للتدقيق الأمني في خلفيات المجندين الجدد، وهو ما قد يفتح الباب أمام تسلل عناصر مرتبطة بجماعات إرهابية مثل حركة الشباب. فبحسب مراقبين، فإن الفجوة بين متطلبات الانضمام إلى الجيش وآليات التحقق الدقيقة تجعل من السهل تمرير عناصر تحمل ولاءات مزدوجة أو تنتظر فرصة لزعزعة الصفوف من الداخل.
اختراقات استخباراتية أم ضعف في القيادة؟
تكرار حالات اغتيال القادة العسكريين يطرح تساؤلات حول فاعلية جهاز الاستخبارات العسكرية في تتبع نشاطات المشتبه بهم داخل المؤسسة. كما أن البعض يربط هذه الحوادث بضعف التنسيق بين قيادات الوحدات، وغياب أنظمة الإنذار المبكر داخل المعسكرات، مما يسهم في تفشي الفوضى ويسهل تنفيذ العمليات من داخل الصف.
قد تمثل هذه التطورات تهديدًا مباشرًا على المسار السياسي والاستقرار الوطني في البلاد، إذ إن استمرار الحديث عن تسلل حركة الشباب إلى الجيش الصومالي قد يفقد الحكومة الثقة الشعبية، ويقوّض جهود المجتمع الدولي في دعم الاستقرار. كما أنه قد يُستخدم سياسيًا من قبل معارضي الحكومة للتشكيك في فاعلية القيادة العسكرية الحالية.
الحاجة لخطة إصلاح أمني عاجلة
تدعو الجهات الرقابية والأمنية إلى صياغة خطة شاملة لإصلاح المنظومة الأمنية في الصومال، تبدأ بإعادة النظر في منظومة التجنيد، وتمر عبر تطوير قدرات الاستخبارات والتتبع الرقمي، وتنتهي بوضع برامج تأهيل نفسي وفكري للمجندين. فمواجهة خطر الإرهاب لا تتعلق فقط بالميدان، بل تبدأ من الداخل: من قلب الجيش نفسه.
تزايد الهجمات وتراجع السيطرة
رغم التصعيد العسكري ضد حركة الشباب، إلا أن الأخيرة كثّفت هجماتها مؤخرًا، وادعت قتل 22 جنديًا في هجوم انتقامي. هذه التصريحات وإن لم تثبت صحتها، فإنها تؤكد على تراجع الهيبة الأمنية، وتدفع باتجاه التفكير الجدي في مدى قدرة الجيش على حماية نفسه من الداخل.
جهود أمنية تواجه تحديات غير مسبوقة
في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن تصعيد عملياتها ضد الإرهاب تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي، فإن مثل هذه الحوادث تقوض الثقة في منظومة الجيش وتثير القلق من أن تكون الجماعات المسلحة قد وصلت إلى قلب المؤسسة العسكرية، وهو ما يعزز المخاوف من فشل أمني محتمل إن لم يتم التحرك بسرعة.
دعوات لمراجعة السياسات العسكرية
وسط هذه التطورات، تتزايد الدعوات لإعادة تقييم إجراءات التجنيد والتأهيل، ومراجعة الخلفيات الاجتماعية والدينية للمنتسبين الجدد. فاستمرار تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي قد يؤدي إلى انهيار البنية الأمنية التي تعوّل عليها الدولة لمواجهة التهديدات المتطرفة.
تعرف المزيد على: إدانة الإمارات للهجوم الإرهابي في مقديشو: موقف داعم للأمن والاستقرار في الصومال