في خطوة أعادت الجدل السياسي إلى الواجهة، ترامب يهاجم إلهان عمر مجددًا مصعدًا الأمر ويطالب بعزلها من الكونغرس، بعد يوم واحد فقط من فشل مجلس النواب في تمرير قرار لتوبيخ النائبة الديمقراطية وإبعادها من اللجان البرلمانية. وجاء التصعيد الأخير إثر إعادة تغريد إلهان لمقطع فيديو اعتبره الجمهوريون مسيئًا للناشط المحافظ تشارلي كيرك، الذي قُتل مؤخرًا في جامعة بولاية يوتاه.
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: “أعتقد أنها سيئة للغاية، يجب عزلها من الكونغرس، وإذا كان التوبيخ كافيًا للبعض، فأنا أرى أن العزل أفضل”، في تصريح فجّر موجة واسعة من الجدل.
البعد الصومالي في خطاب ترامب

لم يكتفِ ترامب بالمطالبة بعزلها من الكونغرس، بل ذهب أبعد من ذلك حين استغل أصولها الصومالية في خطابه. ففي منشور على منصة “تروث سوشيال”، وصف الصومال بأنه “بلد فاشل يعاني من الفقر والإرهاب والفساد والقرصنة”، ليجعل من جذورها العرقية سلاحًا سياسيًا جديدًا. بهذا، يتضح أن ترامب يهاجم إلهان عمر ليس فقط بسبب مواقفها داخل الكونغرس، بل أيضًا من خلال ربطها الدائم بأزمات بلدها الأم، في محاولة لتصويرها كأنها لا تنتمي فعليًا إلى الولايات المتحدة.
هذا الخطاب يكشف كيف يستخدم ترامب خلفية عمر المهاجرة كأداة ضغط، مما يمنح البعد الصومالي وزنًا خاصًا في كل مرة تُستهدف فيها سياسيًا.
الصراع السياسي الأمريكي الداخلي

الهجوم الأخير لا يمكن فصله عن الانقسام الحاد داخل الكونغرس. الجمهوريون يرون في تصريحات عمر فرصة لتعزيز خطابهم ضد الديمقراطيين، بينما يعتبر الديمقراطيون أن ترامب يهاجم إلهان عمر بهدف تحويل الجدل إلى ورقة انتخابية تخدم حملاته المقبلة.
اللافت أن النقاش حول مقتل كيرك تحوّل بسرعة من إدانة العنف السياسي إلى محاولة عزل نائبة مسلمة من لجانها، وهو ما يعكس حجم الاستقطاب داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية.
خطاب شعبوي وعنصري

يعتمد ترامب على لغة شعبوية تصف خصومه السياسيين بـ”الأعداء” وتشكك في وطنيتهم. ترامب يهاجم إلهان عمر إن هذا الهجوم لم يقتصر على خلاف سياسي، بل امتد إلى اتهامات قديمة بأنها “تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية”، وهي اتهامات نفتها مرارًا.
هذا الأسلوب يندرج ضمن خطاب أوسع يستهدف المهاجرين والمسلمين، ليجعل من إلهان عمر نموذجًا لصراع أعمق حول هوية أمريكا وتنوعها.
ردود الأفعال المحتملة
حتى الآن، لم يصدر رد مباشر من إلهان عمر على تصريحات ترامب الأخيرة، لكن من المتوقع أن يدافع عنها الديمقراطيون، خاصة وأن الهجوم يستند إلى أصولها العرقية والدينية أكثر مما يستند إلى مواقفها السياسية.
ويبقى السؤال: هل سيؤدي تصعيد ترامب إلى زيادة شعبية عمر بين مؤيديها، أم سيضاعف الضغوط عليها داخل الكونغرس؟
الصومال في عين العاصفة

اللافت أن اسم الصومال يُستدعى في كل جدل حول عمر، وكأنها لا تزال ضيفة في بلد تحمل جنسيته منذ عقود. هذا الاستخدام السياسي للصومال يضر بصورة بلد كامل أمام الرأي العام الأمريكي، ويجعل من كل خلاف مع عمر فرصة لتشويه وطنها الأم.
تعرف المزيد: هجوم يكشف العنصرية السياسية الأمريكية ضد إلهان عمر
ترامب يهاجم إلهان عمر: معركة انتخابية أم خلاف شخصي؟
من الواضح أن الهجوم لم يعد مجرد خلاف بين رئيس ونائبة معارضة، بل تحوّل إلى أداة انتخابية يستثمرها ترامب لتعزيز حضوره السياسي بين قاعدته الشعبية. ومع كل تصعيد جديد، يتأكد أن قضية عمر تجاوزت شخصها لتصبح رمزًا لمعركة أوسع حول المهاجرين والهوية الأمريكية.