تستعد بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أوصوم) لتولي مهامها خلفًا لبعثة القوات الأفريقية الانتقالية (أتمس)، التي انتهى تفويضها نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي. إلا أن البعثة الجديدة تواجه تحديات كبيرة قد تعيق تحقيق أهدافها في دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب في البلاد.
تحديات أمنية وتمويلية تواجه بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال
من أبرز التحديات التي تواجه “أوصوم” الانتشار في مناطق مهددة بالسقوط في يد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا للسلم والأمن في الصومال. كما تعاني البعثة من نقص حاد في التمويل، حيث تحتاج إلى أكثر من 100 مليون دولار أميركي لتغطية نفقاتها، في ظل تضاؤل الدعم الدولي وتأخر سداد مستحقات الجنود وأفراد الشرطة المشاركين في البعثة.
تواجه البعثة أيضًا تحديات في التنسيق بين قواتها والقوات الصومالية، خاصة فيما يتعلق بالاستجابة السريعة للثغرات الأمنية وتنفيذ العمليات المشتركة ضد حركة الشباب. كما أن تقليص عدد قوات “أوصوم” مقارنة بالبعثات السابقة يثير تساؤلات حول قدرتها على تغطية جميع المناطق التي انسحبت منها “أتمس”، مما قد يؤدي إلى فراغ أمني تستغله الجماعات المسلحة.
الخلافات السياسية والتوترات الإقليمية
تؤثر الخلافات السياسية بين الحكومة الفيدرالية والإدارات الإقليمية في الصومال على فعالية البعثة، حيث تعيق هذه الخلافات التنسيق الأمني وتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات. كما أن التوترات بين بعض الدول المشاركة في البعثة، مثل مصر وإثيوبيا، قد تؤثر على انسجام القوات وتعاونها في تنفيذ المهام الموكلة إليها.
دور الحكومة الصومالية في دعم البعثة
تلعب الحكومة الفيدرالية في الصومال دورًا محوريًا في نجاح بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، حيث تقع على عاتقها مسؤولية تهيئة البيئة السياسية والأمنية المناسبة لتكامل الجهود العسكرية والدبلوماسية. وقد أكدت السلطات الصومالية مرارًا على التزامها بمكافحة الإرهاب وتعزيز قدرات قواتها الوطنية لتولي زمام الأمور الأمنية تدريجيًا، خاصة في المناطق المحررة من قبضة حركة الشباب.
من المتوقع أن تتوسع مهام بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال خلال الأشهر المقبلة لتشمل دعم الاستقرار المدني وتقديم المساعدة الفنية في بناء مؤسسات الحكم المحلي، إلى جانب مهامها الأمنية. ويأمل مراقبون أن تُسهم هذه التوسعات في خلق بيئة مستقرة تُعزز من جهود التنمية والإعمار، وتحد من نفوذ الجماعات المتشددة في المناطق الهشة.
دعت جهات دولية وإقليمية إلى ضرورة التضامن مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال من خلال مساهمات مالية وتقنية، لضمان استمراريتها وفعاليتها في دعم الأمن والاستقرار في البلاد. كما شددت على أهمية أن يكون هناك توافق سياسي داخلي في الصومال لتجنب تعقيد المشهد الأمني أكثر، مشيرة إلى أن الفشل في دعم البعثة قد يفتح المجال أمام عودة الفوضى والعنف في المنطقة.
في ظل هذه التحديات، تؤكد بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال على أهمية توفير دعم دولي مستدام وقابل للتنبؤ به لضمان استمرارية عملياتها وتحقيق أهدافها. كما تدعو إلى تعزيز قدرات الجيش الصومالي وتمكينه من تولي مسؤولياته الأمنية بشكل كامل، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.
تعرف المزيد على: فيضانات الصومال تدفع الأمم المتحدة لإطلاق نداء عاجل لإنقاذ 45 ألف متضرر