حذرت رئيسة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، من تفاقم المجاعة في غزة، مؤكدة أن المدنيين لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، وأن الأوضاع مرشحة للتدهور أكثر مع استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي.
وخلال زيارتها للقطاع هذا الأسبوع أواخر أغسطس 2025، التقت ماكين بأمهات وأطفال يعانون الجوع الشديد، مشددة على أن المجاعة حقيقية ومستمرة في غزة، وأن أكبر مدينة في القطاع دخلت بالفعل مرحلة المجاعة، مع احتمالية انتشارها إلى باقي المناطق إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
موقف إسرائيلي متناقض بشأن الأزمة الغذائية
ماكين أوضحت أنها ناقشت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. ولفتت إلى أنه أعرب عن قلقه من نقص الغذاء، رغم نفيه السابق لوجود مجاعة في غزة واعتبارها مجرد دعاية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضافت ماكين: اتفقنا على مضاعفة الجهود فورًا لإدخال المزيد من المساعدات، فالوصول والأمن لقوافلنا أمر بالغ الأهمية.
تقارير دولية: غزة دخلت مرحلة المجاعة
التحذيرات الأممية جاءت بعد إعلان الهيئة الدولية المعنية بأزمات الغذاء آي بي سي (IPC) الأسبوع الماضي أن المجاعة في غزة أصبحت واقعًا ملموسًا، وهو ما زاد من الضغوط الدولية على إسرائيل.
لكن تل أبيب رفضت هذا الإعلان وطلبت رسميًا التراجع عنه، بينما أعلنت الهيئة العسكرية الإسرائيلية “كوغات” (COGAT) أن أكثر من 300 شاحنة مساعدات، معظمها غذاء، تدخل يوميًا. ورغم ذلك، تؤكد منظمات الإغاثة أن هذه الكميات “غير كافية” بعد 22 شهرًا من الحرب وانهيار الإنتاج المحلي للغذاء.
دعوات إسرائيلية للتصعيد وقطع الإمدادات
في 28 أغسطس 2025، أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش جدلًا واسعًا بدعوته العلنية إلى إبادة سكان غزة، مشددًا على وجوب قطع المياه والكهرباء والطعام عن القطاع، قائلًا: من لا يموت بالرصاص سيموت جوعًا.
تصريحات سموتريتش زادت المخاوف من تفاقم المجاعة في غزة، في وقت يواجه فيه السكان ظروفًا قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
الأمم المتحدة: كارثة الحاضر تتوسع
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الوضع في القطاع بأنه كارثة الحاضر، محذرًا من أن التوسع في العمليات العسكرية الإسرائيلية سيقود إلى مرحلة جديدة وخطيرة قد تجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح مرة أخرى.
وأضاف غوتيريش أن غزة مليئة بالركام والجثث، وبأمثلة قد تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
حصيلة دامية منذ 7 أكتوبر 2023
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على القطاع، أدت حتى 28 أغسطس 2025 إلى استشهاد 62,966 فلسطينيًا وإصابة 159,266 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود. كما تسببت المجاعة في غزة بمقتل 317 فلسطينيًا، بينهم 121 طفلًا، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
تعرف المزيد: من سيحكم غزة بعد الحرب؟ واشنطن وتل أبيب تبحثان سيناريو اليوم التالي
التحذيرات الأممية المتكررة، وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، تؤكد أن المجاعة في غزة لم تعد مجرد خطر قادم، بل واقع مأساوي يهدد حياة الملايين. ومع استمرار الحرب والحصار، تظل المطالبة الدولية بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن هي الخيار الوحيد لتجنب كارثة أكبر.