في ظل التحديات الإنسانية المتزايدة في الصومال، نظم برنامج الأغذية العالمي في الصومال (WFP) ورشة عمل في مايو 2025 بعنوان “التعلم والتحقق من العمل الاستباقي”، بهدف تقييم فعالية التدخلات الاستباقية في مواجهة الكوارث الطبيعية، خاصة الفيضانات والجفاف، وتعزيز قدرات المجتمعات المحلية على التكيف مع هذه الأزمات.
أهمية العمل الاستباقي في مواجهة الكوارث:
يُعد العمل الاستباقي نهجًا حيويًا في تقليل آثار الكوارث قبل وقوعها، من خلال تنفيذ إجراءات مبكرة تستند إلى توقعات دقيقة وتحليلات مخاطر شاملة. في الصومال، حيث تتكرر الفيضانات والجفاف بشكل دوري، يمثل هذا النهج تحولًا في كيفية التعامل مع الأزمات، من الاستجابة بعد وقوع الكارثة إلى الوقاية والتخفيف من آثارها مسبقًا.
نتائج ورشة العمل وتوصياتها في برنامج الأغذية العالمي في الصومال:
استعرضت الورشة تجارب سابقة في تطبيق العمل الاستباقي في الصومال، مشيرة إلى نجاحات في تقليل الخسائر البشرية والمادية من خلال التدخلات المبكرة. ومن أبرز التوصيات التي خرجت بها الورشة:
1.تعزيز نظم الإنذار المبكر: ضرورة تطوير أنظمة تنبؤ دقيقة وموثوقة للكوارث الطبيعية، لتمكين اتخاذ قرارات سريعة وفعالة.
2.بناء قدرات المجتمعات المحلية: تدريب السكان المحليين على كيفية الاستجابة المبكرة للكوارث، وتوفير الموارد اللازمة لذلك.
3.تحسين التنسيق بين الجهات المعنية: تعزيز التعاون بين المنظمات الإنسانية والحكومات المحلية لضمان تنفيذ التدخلات الاستباقية بفعالية.
التحديات التي تواجه العمل الاستباقي في الصومال:
رغم الفوائد الواضحة للعمل الاستباقي في برنامج الأغذية العالمي في الصومال، تواجه الصومال عدة تحديات في تطبيقه، منها:
1.نقص التمويل: تراجع الدعم المالي من بعض الجهات المانحة، مما يؤثر على قدرة تنفيذ البرامج الاستباقية.
2.ضعف البنية التحتية: غياب الطرق والمرافق الأساسية في بعض المناطق يعيق تنفيذ التدخلات المبكرة.
3.تحديات أمنية: الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق يحد من الوصول إلى المجتمعات المتضررة.
الاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية
استعرضت ورشة العمل تجارب دول أخرى في تطبيق آليات العمل الاستباقي، مثل بنغلاديش وإثيوبيا، حيث ساهمت الاستجابات المبكرة في تقليل أعداد المتضررين من الفيضانات والجفاف بنسبة ملحوظة. ودعا الخبراء المشاركون إلى ضرورة تكييف هذه النماذج الناجحة لتناسب السياق الصومالي، مع التركيز على إشراك الجهات المحلية في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ.
دور التكنولوجيا والبيانات في برنامج الأغذية العالمي في الصومال
شدد التقرير على أن التكنولوجيا تمثل ركيزة أساسية في تعزيز فعالية العمل الاستباقي في برنامج الأغذية العالمي في الصومال، من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية، وتحليل البيانات المناخية، ونظم المعلومات الجغرافية GIS، لتحديد المناطق الأكثر عرضة للمخاطر. كما تم التأكيد على أهمية الاستثمار في بناء قواعد بيانات محدثة تسهم في اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة.
رؤية مستقبلية لتعزيز الصمود المجتمعي
خلصت الورشة إلى أن مستقبل العمل الإنساني في الصومال يجب أن يركز على بناء مجتمعات قادرة على الصمود، وليس فقط تقديم الإغاثة بعد الكوارث. ويشمل ذلك دعم سبل العيش المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين الخدمات الأساسية، ما يجعل المجتمعات أكثر قدرة على امتصاص الصدمات والتعافي منها بسرعة أكبر.
أهمية التقرير في تحسين الاستجابة الإنسانية
يُعد هذا التقرير خطوة مهمة نحو تحسين الاستجابة الإنسانية في الصومال، حيث يوفر دروسًا مستفادة وتوصيات عملية يمكن أن تُسهم في تعزيز فعالية العمل الإنساني. كما يُبرز أهمية الاستثمار في العمل الاستباقي كوسيلة فعالة لتقليل الخسائر وحماية الأرواح.
تعرف المزيد على: تخفيضات الدعم الأمريكي في الصومال تهدد جهود مكافحة حركة الشباب