أعربت وزارة الدفاع الصومالية، عن ترحيبها الرسمي بـانتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار (AUSSOM)، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في التعاون الأمني بين الجانبين. وجاء البيان بعد إتمام المرحلة الأولى من التدريب المخصص للقوات المصرية المشاركة، حيث اعتبرت مقديشو أن مشاركة القاهرة تعزز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية وتدعم بناء جيش وطني أكثر جاهزية.
بيان وزارة الدفاع الصومالية

أكدت وزارة الدفاع الصومالية أن إتمام البرنامج التدريبي الأول للقوات المصرية يجسد التزام مصر بدعم أمن الصومال وتعزيز قدرات الجيش الوطني”. ووصفت الخطوة بأنها نقلة مهمة على طريق انتقال الصومال نحو تحمل مسؤولياته الأمنية بشكل كامل.
هذا الترحيب الرسمي يعكس حرص مقديشو على تعميق التعاون العسكري مع القاهرة في إطار انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي.
موافقة الاتحاد الأفريقي على المشاركة المصرية

أوضحت المصادر الرسمية أن مشاركة القوات المصرية حصلت على موافقة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وهو ما يمنحها طابعًا رسميًا وقانونيًا. وتأتي هذه المشاركة كجزء من الجهود الإقليمية لإحلال الاستقرار، وهو ما يجعل انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي محطة مفصلية في إعادة هيكلة المنظومة الأمنية.
السياق الجيوسياسي والتوتر مع إثيوبيا

يأتي الانخراط المصري في وقت حساس يشهد توترًا بين الصومال وإثيوبيا على خلفية مذكرة التفاهم التي وقعتها أديس أبابا مع أرض الصومال في يناير 2024. وتنص المذكرة على منح إثيوبيا منفذًا بحريًا وقاعدة عسكرية على خليج عدن مقابل اعتراف محتمل بأرض الصومال.
الحكومة الصومالية رفضت المذكرة بشدة واعتبرتها “انتهاكًا صارخًا للسيادة”، ما جعل انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي يكتسب بعدًا استراتيجيًا في مواجهة التحديات الإقليمية.
الاتفاق العسكري بين الصومال ومصر

في أغسطس 2024، وقع البلدان اتفاقًا عسكريًا ثنائيًا يسمح لمصر بإرسال قوات بشكل مستقل عن بعثة الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى تزويد الجيش الصومالي بالأسلحة والمعدات. ويمثل هذا الاتفاق جزءًا من رؤية أوسع تجعل انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي حلقة مركزية في التعاون الأمني العربي–الأفريقي.
تصريحات مصرية داعمة للاستقرار

رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي أكد، خلال قمة الدول المساهمة في بعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال، أن هذه البعثة “اختبار حاسم لإرادة المجتمع الدولي”. وأضاف أن فترة الغموض في عام 2024 سمحت بعودة نشاط حركة الشباب، وأن انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي يوفر فرصة لإعادة توجيه الجهود الدولية.
تسريع عملية الانتشار

وفق مصادر دبلوماسية، طلب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تسريع عملية انتشار القوات المصرية. ومن المتوقع أن تحل هذه القوات محل الوحدات البوروندية التي ستغادر تدريجيًا، وهو ما يعزز دور مصر الريادي في بعثة الاستقرار. ويبرز هنا أن انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي أصبح أولوية مشتركة بين القيادة السياسية في البلدين.
التحديات الأمنية المستمرة
- حركة الشباب: ما زالت تمثل الخطر الأكبر على الأمن، مع استمرارها في شن هجمات منذ أكثر من 15 عامًا.
- تنظيم داعش: يشكل تهديدًا إضافيًا في بعض المناطق، ما يجعل الحاجة إلى دعم خارجي أمرًا ملحًا.
في هذا الإطار، يبرز دور انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي كركيزة أساسية لمواجهة هذه التهديدات وتعزيز المكاسب التي حققها الجيش الصومالي، ودعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز قدرات القوات المحلية الصومالية.
تعرف المزيد: الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا تحقق إنجازًا تاريخيًا: 17 صفقة تبادل أسرى منذ 2024
يمثل انتشار القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي خطوة محورية تعكس التزام القاهرة بأمن القرن الأفريقي، وتلبي في الوقت نفسه حاجة مقديشو لدعم عسكري مستدام. وبين التوترات الإقليمية مع إثيوبيا وتنامي تهديد الجماعات المتطرفة، يبدو أن هذه المشاركة ستشكل تحولًا استراتيجيًا في مسار الأمن الصومالي والإقليمي على حد سواء.