في خطوة لافتة تعكس التزام الصومال بتعزيز حضورها الإقليمي وتعميق العلاقات الاقتصادية مع القارة، هنأت الحكومة الصومالية الدكتور سيدي ولد التاه بمناسبة انتخابه رئيسًا لمجموعة بنك التنمية الإفريقي، أحد أبرز المؤسسات الاقتصادية على مستوى القارة السمراء.
تهنئة رسمية تعبّر عن التطلعات الإفريقية المشتركة
أصدرت الحكومة الصومالية، ممثلة في وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، بيانًا رسميًا هنأت فيه الدكتور سيدي ولد التاه، مؤكدة أن انتخابه على رأس بنك التنمية الإفريقي يُعد إنجازًا مهمًا لدول غرب إفريقيا وللقارة بأسرها. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في لحظة حاسمة تواجه فيها إفريقيا تحديات تنموية كبيرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والضغوط الاقتصادية العالمية المتسارعة.
سيدي ولد التاه: خبرات واسعة وتاريخ من الإنجازات
يمتلك الدكتور سيدي ولد التاه سجلًا مهنيًا حافلًا في مجالات التمويل والتنمية، حيث شغل مناصب رفيعة المستوى، أبرزها مدير إدارة الشؤون الاقتصادية في منظمة التعاون الإسلامي، وكان له دور فاعل في قيادة مبادرات اقتصادية وتنموية داخل القارة. ويُنظر إلى انتخابه كرئيس جديد لبنك التنمية الإفريقي باعتباره انعكاسًا للثقة في قدرته على تعزيز الاستثمارات المستدامة وتمويل مشاريع البنية التحتية والشمول المالي.
تطلع إلى تعاون اقتصادي مثمر
لا تُعد تهنئة الصومال مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تعكس طموحات واضحة لتعزيز العلاقات مع مجموعة بنك التنمية الإفريقي. فقد أكدت الحكومة الصومالية في بيانات سابقة تطلعها لتوسيع نطاق التعاون مع البنك في مشاريع استراتيجية تشمل البنية التحتية، الزراعة، الطاقة، والتعليم، خصوصًا في ظل مساعي مقديشو لإعادة بناء الاقتصاد الوطني بعد عقود من التحديات.
ويُذكر أن الصومال قد بدأت خلال السنوات الأخيرة في تنفيذ برامج إصلاح اقتصادي، بالتعاون مع مؤسسات تمويل دولية وإقليمية، وتسعى إلى جذب الاستثمارات الخارجية عبر مشاريع التنمية المستدامة وتحسين بيئة الأعمال.
بنك التنمية الإفريقي..رافعة اقتصادية للقارة
يُعد بنك التنمية الإفريقي مؤسسة مالية إقليمية تُعنى بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول القارة. ويقدم البنك تمويلات ضخمة للدول الأعضاء لتنفيذ مشاريع البنية التحتية، وتمكين المرأة، وتطوير الزراعة، وتوسيع خدمات الطاقة، وتقوية الأنظمة الصحية والتعليمية.
ويضم البنك في عضويته 81 دولة، منها 54 دولة إفريقية. وتُشكّل رئاسته مسؤولية كبيرة، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها إفريقيا تبعات جائحة كوفيد19، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وموجات الجفاف المتكررة.
آفاق جديدة للشراكة الصومالية الإفريقية
مع انتخاب شخصية ذات خلفية اقتصادية قوية لرئاسة مجموعة البنك، تأمل الصومال في الدفع بملفها التنموي إلى الواجهة، وجذب مزيد من الدعم الفني والمالي لمشاريع استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل، ورفع مستوى معيشة المواطنين.
كما يُنتظر أن تسهم العلاقات الوثيقة بين الدكتور سيدي ولد التاه والحكومات الإفريقية في فتح قنوات جديدة لدعم الدول الهشة، بما فيها الصومال، التي لا تزال تعاني من تداعيات النزاع، وانعدام الأمن الغذائي، وتأخر مشاريع التنمية.
تعرف المزيد على: تعزيز التعاون العسكري بين الصومال وإيطاليا: خطوة استراتيجية نحو استقرار القرن الأفريقي