يستمر الوضع الإنساني في الصومال بالتدهور خلال عام 2025، وسط سلسلة من الأزمات التي تمزج بين العوامل المناخية والاقتصادية والأمنية. فقد أدى تكرار موجات الجفاف، وندرة الأمطار، والفيضانات المفاجئة، إلى تفاقم معاناة الفئات السكانية الأضعف، في وقت تعاني فيه البلاد من صراعات مسلحة مزمنة وارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية.
كما أسهم تراجع التمويل الإنساني وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية في زيادة هشاشة السكان، ما جعل الوضع الإنساني في الصومال أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
3.4 مليون شخص في حالة أزمة أو أسوأ

تشير أحدث تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن نحو 3.4 مليون شخص، أي ما يعادل 18% من سكان البلاد، يعيشون في مرحلة الأزمة أو ما فوقها بين يوليو وسبتمبر 2025.
هذه الأرقام تعكس عمق التحديات التي يواجهها السكان، خاصة في المناطق الريفية المتضررة من الجفاف والنزوح الداخلي، وهو ما يجعل الوضع الإنساني في الصومال يتطلب استجابة عاجلة وشاملة.
سوء التغذية الحاد يهدد الأطفال دون الخامسة

وفقًا لتحليل ما بعد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي لعام 2025، يُتوقع أن يعاني نحو 1.85 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد بين أغسطس 2025 ويوليو 2026.
ومن بين هؤلاء، من المرجح أن يصاب حوالي 421 ألف طفل بسوء تغذية شديد، ما يهدد حياتهم ما لم تتوفر تدخلات فورية في مجالات التغذية والصحة.
هذه الأرقام المقلقة تُبرز مدى هشاشة الوضع الإنساني في الصومال وتكشف عن حاجة ملحة لدعم مستدام من الشركاء الدوليين.
تفشي الأمراض يزيد من صعوبة المشهد الصحي

لا تزال فاشيات الأمراض تمثل تحديًا رئيسيًا، إذ أبلغت السلطات الصحية عن خمس فاشيات نشطة تشمل:
الإسهال المائي الحاد/الكوليرا
الدفتيريا
الحصبة
حمى شيكونغونيا
حمى الضنك
هذه الفاشيات تهدد بتقويض أي تقدم في تحسين الصحة العامة، خصوصًا في المناطق التي يصعب فيها الوصول إلى المرافق الطبية أو تتعطل فيها سلاسل الإمدادات الطبية، ما يجعل الوضع الإنساني في الصومال أكثر هشاشة من الناحية الوبائية.
الحاجة إلى استجابة منسقة وطويلة الأمد

في ظل هذا المشهد المعقد، تحذر منظمات الإغاثة من أن أي تأخير في الدعم الإنساني أو تراجع في التمويل سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الإنساني في الصومال، خاصة بين الأطفال والنساء والفئات النازحة.
كما تؤكد الجهات الإنسانية ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتوسيع نطاق خدمات الصحة والتغذية، وربط المساعدات العاجلة ببرامج تنمية طويلة الأمد لبناء القدرة على الصمود في وجه الأزمات المتكررة.
تعرف المزيد: الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف حضور صومالي بارز في الدورة 151
إن الوضع الإنساني في الصومال في سبتمبر 2025 يعكس أزمة مركبة لا يمكن التعامل معها بشكل جزئي. فالصحة، والغذاء، والمياه، والأمن، جميعها عناصر مترابطة تتطلب استجابة شاملة تُراعي الواقع الميداني وتستند إلى بيانات دقيقة واستراتيجيات مستدامة تضع الإنسان في صميم الأولويات.