افتتح رئيس الوزراء الصومالي، السيد حمزة عبدي بري، المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو، في خطوة جديدة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاقتصاد الوطني. ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات والفرص في القطاعين الزراعي والغذائي، ودعوة الشباب والمستثمرين المحليين للمشاركة الفاعلة في النهوض بالإنتاج الوطني.
الحكومة الصومالية تدعم الإنتاج المحلي لتحقيق التنمية المستدامة
خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو، أكد رئيس الوزراء التزام الحكومة بتشجيع ودعم الإنتاج المحلي كأحد أهم روافد التنمية الاقتصادية. وشدد على أن الاعتماد على المنتجات المحلية يمثل طريقًا مباشرًا نحو الاكتفاء الذاتي، وتقليص الاعتماد على الواردات الخارجية، التي تُكلف الاقتصاد الصومالي مبالغ طائلة سنويًا.
حثّ رئيس الوزراء رجال الأعمال الصوماليين على الاستثمار الفعّال في الزراعة المحلية بدلًا من استيراد المواد الغذائية من الخارج. وأشار إلى أن العديد من السلع المستوردة يمكن إنتاجها داخليًا، وهو ما يتطلب استثمارات مدروسة في البنية التحتية الزراعية، والتقنيات الحديثة، وتطوير المهارات الوطنية. وأضاف أن تحقيق الأمن الغذائي يبدأ من ثقة المواطن والمستثمر في قدرة الوطن على الإنتاج.
دعم الابتكار الزراعي وتمكين الشباب
شهد المؤتمر عرضًا لتجارب عدد من الشباب الصومالي الذين قدموا ابتكارات في مجالات الزراعة والإنتاج الغذائي. وأعرب رئيس الوزراء عن إعجابه بتلك المبادرات، داعيًا الشباب إلى التركيز على تعلم العلوم الزراعية وتطوير مهاراتهم التقنية، بهدف تكوين جيل من الكفاءات الوطنية المتخصصة في الزراعة، وقادر على النهوض بالإنتاج المحلي بشكل علمي ومبتكر.
أهمية المؤتمر في المرحلة الحالية
يأتي انعقاد المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو في وقت تسعى فيه الحكومة الصومالية إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال تطوير القطاعات الإنتاجية. ويُعتبر المؤتمر منصة مهمة لعرض التحديات أمام المستثمرين وصناع القرار، وبحث الحلول الممكنة لتطوير قطاع الزراعة، الذي يُعد العمود الفقري لأي اقتصاد مستدام.
تعزيز الأمن الغذائي عبر الاستثمار المحلي
يؤكد الخبراء أن توجيه الاستثمارات نحو القطاع الزراعي والغذائي من شأنه أن يخلق فرص عمل، ويحسّن دخل الأسرة، ويقلل من الهشاشة الاقتصادية في وجه الأزمات العالمية. ومن هذا المنطلق، يمثل المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو خطوة محورية في إعادة بناء قطاع الزراعة كأحد أولويات الدولة.
يعكس المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو توجه الحكومة الصومالية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الإنتاج الوطني من خلال تمكين الشباب وتحفيز رجال الأعمال على الاستثمار الزراعي. وتشكل هذه المبادرة ركيزة أساسية في خطة الدولة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
أكد المشاركون في المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو على ضرورة توسيع نطاق التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير الزراعة وتحسين سلاسل الإمداد الغذائي. وأشاروا إلى أهمية تقديم تسهيلات حكومية للمستثمرين، تشمل الإعفاءات الجمركية، وتوفير الأراضي الزراعية، وتقديم الدعم الفني، بما يعزز مناخ الاستثمار الزراعي في البلاد.
استعرض المؤتمر أبرز المناطق الصالحة للاستثمار الزراعي في الصومال، إلى جانب عرض بيانات وإحصاءات توضح العوائد المتوقعة من الاستثمار في الزراعة والغذاء. كما تم تسليط الضوء على الموارد الطبيعية الغنية التي تزخر بها البلاد، مثل التربة الخصبة والموارد المائية، مما يجعلها بيئة واعدة للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
تمكين المرأة في القطاع الزراعي
ناقش المؤتمر أيضًا أهمية تمكين المرأة في قطاع الزراعة، مؤكدًا أن إشراك النساء في المشاريع الزراعية يُعد من العوامل الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة. ودعا المتحدثون إلى توفير برامج تدريبية وتمويلية خاصة للنساء الريفيات، بما يُسهم في زيادة الإنتاج وتحسين سبل العيش للأسر الصومالية.
التوصيات الختامية للمؤتمر
في ختام فعاليات المؤتمر الوطني للاستثمار الغذائي والزراعي في مقديشو، صدرت مجموعة من التوصيات أبرزها: ضرورة إعداد استراتيجية وطنية للاستثمار الزراعي، وتطوير التعليم الزراعي، وتحفيز الابتكار والتكنولوجيا في الزراعة، وتعزيز البنية التحتية الريفية. وتم الاتفاق على تنظيم مؤتمرات دورية لمتابعة التقدم المحقق وتقييم أثر الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
تعرف المزيد على: الفتور في العلاقات المصرية الصومالية..ما السبب؟