تسعى مقديشو إلى الاستفادة من قرار بكين إلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الأفريقية، وهو ما يفتح الباب أمام المأكولات البحرية الصومالية للوصول إلى سوق ضخم مثل الصين. لكن هذه الفرصة الواعدة تقترن بتحديات هيكلية كبيرة في البنية التحتية ومكافحة الصيد غير القانوني.
خسائر الصيد غير القانوني تهدد المكاسب

بحسب تقارير دولية، يخسر الاقتصاد الصومالي نحو 300 مليون دولار سنويًا بسبب الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه، خاصة في أسماك التونة. هذا النزيف المالي يضعف قدرة البلاد على تحويل ثروتها البحرية إلى مصدر دخل مستدام، رغم ما تتمتع به المأكولات البحرية الصومالية من جودة وطلب عالمي متزايد.
بنية تحتية ضعيفة تعيق التصدير

ما زالت الصومال تفتقر إلى الموانئ الحديثة، ومرافق التخزين البارد، وأنظمة النقل واللوجستيات، وهو ما يحد من إمكانية تصدير كميات كبيرة من المأكولات البحرية الصومالية بجودة عالية للأسواق الخارجية. مسؤولون بوزارة الثروة السمكية يؤكدون أن تطوير هذه البنية التحتية يمثل أولوية قصوى في المرحلة المقبلة.
استثمارات إماراتية لدعم القطاع

في خطوة عملية، وقعت الحكومة الصومالية مذكرة تفاهم مع مجموعة موانئ أبوظبي لتطوير موانئ الصيد، وبناء مرافق المعالجة، وإنشاء مراكز مراقبة بحرية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات في تعزيز قدرة المأكولات البحرية الصومالية على دخول الأسواق العالمية وتحقيق عائدات أكبر للاقتصاد الوطني.
الصين.. سوق ضخمة ومتطلبات صارمة

إلغاء الرسوم الجمركية يفتح الباب أمام تصدير المأكولات البحرية الصومالية إلى الصين، لكن الامتثال لمعايير بكين الصارمة في الجودة والتعبئة والتتبع يظل شرطًا أساسيًا. أي تقصير في الالتزام بهذه القواعد قد يؤدي إلى فقدان السوق رغم الامتيازات الجمركية.
الاقتصاد الأزرق في قلب الإستراتيجية الوطنية

اعتمدت الحكومة الصومالية إستراتيجية الاقتصاد الأزرق (2023-2027) لتطوير الموارد البحرية بشكل مستدام. ويمول البنك الدولي مشروع بادمال لتعزيز الرقابة البحرية وبناء القدرات التنظيمية، بما يساعد على تنظيم قطاع المأكولات البحرية الصومالية بشكل أفضل.
ترويج دولي متزايد
عملت وزارة الثروة السمكية على الترويج لـ المأكولات البحرية الصومالية في المحافل الدولية، حيث قدم المسؤولون إمكانات ساحل البلاد الطويل، الممتد لأكثر من 3300 كيلومتر، في منتديات الاقتصاد الأزرق، باعتباره من أغنى مناطق الصيد في المحيط الهندي.
بين التفاؤل والتحديات
رغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والصيد غير القانوني، يظل المسؤولون في مقديشو متفائلين بقدرة المأكولات البحرية الصومالية على أن تصبح محركًا اقتصاديًا رئيسيًا إذا تواصلت الإصلاحات وجذبت الاستثمارات.
تعرف المزيد: التوظيف الأخضر للشباب: مبادرة رائدة تدعم آلاف الشباب في إثيوبيا ورواندا والصومال في 2025
الصين تعزز نفوذها في أفريقيا عبر التجارة
قرار بكين الأخير يأتي ضمن إستراتيجية طويلة لتعزيز نفوذها الاقتصادي في القارة الأفريقية، حيث تجاوزت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حجم الاستثمارات والتبادل التجاري. وبالنسبة للصومال، قد يكون هذا التحول بداية مرحلة جديدة تجعل المأكولات البحرية الصومالية بوابة للاندماج في الاقتصاد العالمي.