احتجاجات عنيفة تهز العاصمة الأيرلندية دبلن عقب حادثة اعتداء مزعوم على طفلة، تثير القلق بين اللاجئون الصوماليون في أيرلندا، حيث شهدت العاصمة الأيرلندية دبلن، مساء الثلاثاء 21 أكتوبر، احتجاجات عنيفة عقب حادثة اعتداء جنسي مزعوم على طفلة في العاشرة من عمرها، يُعتقد أن المشتبه به فيها أحد طالبي اللجوء.
تجمّع المئات أمام فندق سيتي ويست، الذي يؤوي عشرات اللاجئين من جنسيات مختلفة، بينهم اللاجئون الصوماليون في أيرلندا، ليتحوّل الاحتجاج إلى مواجهة مباشرة مع الشرطة.
وألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات والألعاب النارية، وأضرموا النار في سيارة شرطة، بينما استخدمت القوات رذاذ الفلفل وخيول مكافحة الشغب لتفريق الحشود.
مواقف رسمية وإدانة واسعة للأحداث

قال مفوض الشرطة الأيرلندية جاستن كيلي إن ما جرى لا يمكن وصفه إلا بـ«البلطجة والعنف المنظم»، مؤكدًا اعتقال ستة أشخاص وإصابة أحد الضباط خلال الاشتباكات.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء مايكل مارتن على أن «لا مبرر للفوضى أو استغلال المآسي لتأجيج الكراهية»، فيما وصف وزير العدل ما حدث بأنه «محاولة لزرع الفتنة في المجتمع الأيرلندي».
تلك التصريحات الرسمية جاءت وسط حالة قلق لدى اللاجئين الصوماليين في أيرلندا، الذين وجدوا أنفسهم مجددًا في دائرة التوترات بين الحكومة والمتظاهرين المناهضين للهجرة.
اللاجئون الصوماليون في أيرلندا.. ضحايا التحريض المتكرر

تأتي هذه الاضطرابات بعد سلسلة من الاحتجاجات المماثلة خلال العامين الأخيرين استهدفت فنادق ومراكز إيواء اللاجئين، وغالبًا ما حرّكها نشطاء اليمين المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول ناشطون حقوقيون إن اللاجئين الصوماليين في أيرلندا أصبحوا هدفًا سهلًا لحملات الكراهية، رغم أنهم من بين الفئات الأكثر التزامًا واحترامًا للقانون، مشيرين إلى أن الخوف يتزايد في صفوفهم عقب كل حادث مشابه.
أبعاد سياسية واجتماعية عميقة

الحكومة الأيرلندية تواجه اليوم معادلة معقدة بين حماية الأمن العام والحفاظ على سياسة الانفتاح تجاه طالبي اللجوء، خاصة أن البلاد تستقبل آلاف المهاجرين سنويًا.
ويرى محللون أن ما حدث في دبلن ليس مجرد حادثة معزولة، بل مؤشر على تصاعد خطاب الكراهية ضد المهاجرين في أوروبا، وهو ما يثير قلق الجاليات الأفريقية والإسلامية، ومن ضمنهم اللاجئون الصوماليون في أيرلندا.
تلك الأحداث قد تدفع الحكومة إلى مراجعة آليات حماية اللاجئين وتعزيز برامج الاندماج المجتمعي التي تهدف لتقليل الفجوة الثقافية بين السكان المحليين والوافدين.
تعرف المزيد: نائب رئيس بونتلاند يستضيف مسؤولي مودوغ في جارووي لتعزيز التعاون الحكومي
بين الأمل والمخاوف
رغم تصاعد التوتر، ما زال اللاجئون الصوماليون في أيرلندا يؤمنون بأن تجربة اللجوء في هذا البلد قادرة على النجاح، بشرط استمرار الدعم الحكومي والوعي المجتمعي بأهمية التنوع الثقافي.
ويؤكد عدد منهم في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن «الحياة الآمنة لا يجب أن تتحول إلى خوف دائم بسبب أخطاء فردية أو تحريض سياسي».
في المقابل، يطالب ناشطون بزيادة حملات التوعية ضد العنصرية، مؤكدين أن أيرلندا قادرة على أن تكون نموذجًا للتعايش إذا واجهت التطرف بحزم وعدالة.