نجحت القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي والهند، بدعم من التعاون الإقليمي مع الإمارات العربية المتحدة، في السيطرة على سفينة استخدمها القراصنة قبالة سواحل الصومال في محاولة للاستيلاء على ناقلة نفط كانت تحمل علم مالطا، وذلك ضمن عملية مشتركة في بحر العرب أعادت للأذهان التهديد المتجدد للقرصنة في المنطقة.
ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود الدولية التي تشارك فيها الإمارات لحماية طرق التجارة العالمية وضمان أمن الملاحة في الممرات الحيوية الممتدة من البحر العربي إلى خليج عدن.
تفاصيل العملية المشتركة

أعلنت عملية أتالانتا التابعة للاتحاد الأوروبي أن فرقاطة إسبانية تدعى فيكتوريا نفذت التدخل بعد تعقب سفينة الصيد الإيرانية إسام محمدي، التي استخدمها القراصنة قبالة سواحل الصومال كسفينة أم لتنفيذ سلسلة من الهجمات على السفن التجارية.
تمكنت القوات من اعتلاء السفينة والتأكد من سلامة الطاقم الإيراني الذي وُصف بأنه “في حالة جيدة وآمن”. وأوضحت العملية أن المجموعة المسؤولة عن هذه الأنشطة “تم تفكيكها بشكل نهائي”.
ناقلة البنزين المستهدفة

وكان القراصنة قد استولوا في الأسبوع السابق على ناقلة النفط هيلاس أفروديت أثناء رحلتها من الهند إلى جنوب أفريقيا محمّلة بشحنة بنزين. واستخدمت المجموعة القراصنة قبالة سواحل الصومال السفينة الإيرانية كقاعدة متحركة لشن الهجوم على الناقلة، في تكرار لأساليب القرصنة التي شهدها العالم قبل أكثر من عقد.
أدلة وتحقيقات دولية

ذكرت قيادة عملية أتالانتا أن قواتها جمعت أدلة ومعلومات استخباراتية من كلتا السفينتين، إسام محمدي وهيلاس أفروديت، لدعم التحقيقات القانونية وملاحقة المسؤولين عن الهجمات. ويُتوقع أن تلعب هذه البيانات دورًا مهمًا في منع عودة القراصنة قبالة سواحل الصومال إلى نشاطهم السابق.
عودة القراصنة بعد سنوات

شهدت المنطقة ذروة نشاط القرصنة عام 2011 عندما سُجّل أكثر من 230 هجومًا، وتكبد الاقتصاد العالمي حينها خسائر تجاوزت سبعة مليارات دولار. إلا أن الحملات البحرية الدولية والإصلاحات الأمنية في الصومال أدت إلى تراجع واضح في أنشطة القراصنة قبالة سواحل الصومال خلال العقد الماضي.
غير أن الأشهر الأخيرة شهدت مؤشرات مقلقة على عودة نشاط القرصنة، حيث رُصدت عدة محاولات اختطاف لقوارب صيد وسفن شحن. ويعزو الخبراء هذه العودة إلى انعدام الأمن الإقليمي الناتج عن التوترات في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين في اليمن، ما وفّر بيئة خصبة لعودة القراصنة قبالة سواحل الصومال مجددًا.
أرقام ودلالات

وفقًا لمكتب الملاحة البحرية الدولي، تم تسجيل سبع حوادث قرصنة قبالة السواحل الصومالية عام 2024. وحتى الآن في عام 2025، سُجّل اختطاف عدة قوارب صيد، فيما تُعد ناقلة هيلاس أفروديت أول سفينة تجارية كبرى يتم الاستيلاء عليها من قبل القراصنة قبالة سواحل الصومال منذ مايو 2024.
تعرف المزيد: القرصنة الصومالية تعود إلى الواجهة في 2025: رعب جديد في المحيط الهندي
أهمية التحرك الدولي للسيطرة

يرى محللون أن نجاح العملية الأوروبية الهندية يوجه رسالة قوية مفادها أن المجتمع الدولي لن يسمح بعودة القراصنة قبالة سواحل الصومال إلى تهديد طرق التجارة العالمية. كما يسلط الحدث الضوء على أهمية استمرار الدوريات المشتركة والتعاون الأمني في بحر العرب والقرن الأفريقي لحماية الملاحة الدولية وضمان استقرار المنطقة.
