يُعتبر الفساد من أخطر التحديات التي تهدد استقرار الدول وتنميتها، خصوصًا في الدول التي تعاني من أزمات سياسية وأمنية مزمنة. وفي كل عام، تُصدر منظمة الشفافية الدولية مؤشر مدركات الفساد الذي يكشف عن مدى تفشي الفساد في مختلف دول العالم.
فأين يقع الفساد في الصومال على هذه القائمة؟ وهل ما زالت تتصدر المراتب الأخيرة؟ هذا ما نكشفه في هذا التقرير المفصل.
ترتيب الصومال عالميًا في مؤشر الفساد
وفقًا لمؤشر مدركات الفساد لعام 2023 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، جاءت الصومال في المرتبة 180 عالميًا من أصل 180 دولة، أي أنها حصلت على أقل درجة في العالم وهي 12 من أصل 100، مما يجعلها الدولة الأكثر فسادًا على مستوى العالم.
الفساد في الصومال: أزمة مزمنة
الفساد في الصومال ليس حديث العهد، بل يعود إلى عقود من الحروب الأهلية، وانهيار مؤسسات الدولة، وضعف البنية القضائية والرقابية، وهو ما أتاح بيئة خصبة لانتشار الفساد في جميع مستويات الدولة من الإدارة وحتى الحكم المحلي.
ويشمل الفساد في الصومال:
١) الرشاوى في الإدارات الحكومية.
٢) نهب الأموال العامة.
٣) غياب الشفافية في عقود الدولة.
٤) تسييس القضاء.
الفساد عربياً وإفريقياً: كيف تقارن الصومال؟
على المستوى العربي، تُعتبر الصومال الأكثر فسادًا بحسب المؤشر، تليها ليبيا واليمن والسودان.
أما على المستوى الإفريقي، فتتذيل الصومال القائمة أيضًا، إلى جانب جنوب السودان وإريتريا، ما يعكس عمق الأزمة التي تعاني منها دول القرن الإفريقي.
الأسباب الرئيسية لانتشار الفساد في الصومال
1.ضعف المؤسسات الرقابية: لا توجد آليات فعالة لمحاسبة الفاسدين.
2.غياب الإرادة السياسية: القيادات السياسية تتورط أحيانًا في قضايا فساد أو تتستر عليها.
3.التدخلات الخارجية: بعض المساعدات الدولية تُستخدم بطرق غير شفافة.
4.الانقسامات القبلية والسياسية: تُضعف من مركزية الدولة وتزيد من فرص الفساد المحلي.
5.الإعلام المقموع: يفتقر الصحفيون لحرية فضح الفساد دون خوف من الاعتقال أو التهديد.
جهود دولية لمكافحة الفساد في الصومال
رغم صعوبة المشهد، إلا أن بعض الجهود تُبذل من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم الصومال في بناء مؤسسات رقابية مستقلة، وتعزيز الشفافية في إدارة الأموال العامة، خاصة المساعدات الدولية.
تأثير الفساد على الشعب الصومالي
الفساد المستشري ينعكس سلبًا على جميع نواحي حياة المواطن الصومالي:
١) ضعف الخدمات الصحية والتعليمية.
٢) تأخر التنمية.
٣) ارتفاع معدلات البطالة.
٤) عدم استقرار أمني.
هل من أمل؟
رغم الوضع الصعب، إلا أن هناك بصيص أمل في أن تتمكن الصومال من قلب الطاولة على الفساد، إذا توافرت الإرادة السياسية، وتعزز دور المجتمع المدني، وتلقت المؤسسات الرقابية الدعم الحقيقي.
إن مكافحة الفساد في الصومال ضرورة لا خيار، لضمان مستقبل مستقر وآمن للدولة والمواطن.
تعرف المزيد على: المعارضة الصومالية تُقرع جرس الإنذار: دعوات عاجلة لإنقاذ البلاد من الدكتاتورية