شهدت محافظة القاعدة في شمال شرق الصومال واحدة من أكثر العمليات الجوية كثافة هذا العام، بعدما نفذت القوات الأميركية سلسلة من الغارات الأميركية في الصومال استهدفت مواقع يتحصن فيها مقاتلو تنظيم داعش في منطقة نهر بلعدة، التي تُعد منذ سنوات ملاذًا لعناصر التنظيم الهاربة من مناطق أخرى.
مصدر أمني في بونتلاند أكد أن الضربات الجوية تركزت على كهوف محصنة في نهر بلعدة، حيث تحصن مقاتلون تابعون لجماعة “آكيش” الموالية لداعش. وأوضح المصدر أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها قوات بونتلاند خلال الأسابيع الماضية ساعدت في تحديد مواقع دقيقة للعناصر المسلحة.
ضربات دقيقة تستهدف كهوفًا محصنة

وفقًا للمصادر، نفذت الغارات الأميركية في الصومال على عدة مواقع يُعتقد أنها تأوي عناصر من جماعة “آكيش” الموالية لتنظيم داعش. وشملت المناطق المستهدفة كلًا من حيس، وباريك الله، وماراغاد، الواقعة على ضفاف نهر بلعدة.
وأكدت قوات دفاع بونتلاند أنها كانت قد فرضت حصارًا مشددًا على تلك المواقع قبل بدء القصف الجوي، ما ساهم في تضييق الخناق على المقاتلين ومنعهم من الفرار.
هجوم بري يعقب القصف الجوي

وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، شنت القوات المحلية هجومًا بريًا على المناطق التي تعرضت للقصف، بهدف القضاء على أي فلول للتنظيم وضمان عدم إعادة تجميع صفوفهم. وأوضحت التقارير أن هذه المرحلة جاءت استكمالًا لـ الغارات الأميركية في الصومال التي مهدت الطريق للتوغل الميداني الآمن.
ورغم شراسة الاشتباكات، لم تُعلن بعد أي تفاصيل رسمية حول عدد القتلى أو حجم الخسائر الناجمة عن العملية.
عملية مستمرة لتطهير نهر بلعدة

تواصل القوات المشتركة عملياتها لتأمين المنطقة من بقايا المجموعات المتطرفة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن العمل جارٍ لتطهير الكهوف والمناطق المحيطة بنهر بلعدة من أي جيوب قد تكون ما زالت تحت سيطرة داعش.
ويرى مراقبون أن الغارات الأميركية في الصومال تمثل تحولًا لافتًا في استراتيجية واشنطن تجاه مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي، خصوصًا بعد تزايد نشاط التنظيمات المسلحة في بونتلاند.
تعرف المزيد: زيارة الرئيس حسن شيخ إلى كيسمايو هل تفتح باب الحوار مجددًا مع أحمد مادوبي؟
رسالة أميركية إلى الجماعات المتطرفة
يرى محللون أن تكثيف الغارات الأميركية في الصومال يحمل رسالة واضحة مفادها أن واشنطن ما زالت ملتزمة بملاحقة الإرهاب في المنطقة، رغم التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها. كما تعتبر العملية الحالية جزءًا من تعاون متنامٍ بين القوات الأميركية وسلطات بونتلاند ضمن الجهود الإقليمية لمحاربة التطرف.
