نفذ الجيش الأمريكي 51 غارة جوية في الصومال بين يناير/كانون الثاني إلى منتصف يوليو/تموز 2025 “الغارات الأمريكية في الصومال 2025″، بمتوسط يزيد قليلاً عن ضربتين أسبوعيًا. لم يكن ذلك مجرد رد على تهديدات أمنية، بل خطوة مدروسة تعكس استراتيجية “الدفاع إلى الأمام”، التي تتماشى مع رؤية الولايات المتحدة لأمن المنطقة واحترام سيادة الدول المضيفة.
القرن الأفريقي تحت المجهر: لماذا يهم الصومال؟
يمتلك الصومال موقعًا جغرافيًا بالغ الأهمية عند تقاطع القرن الأفريقي ومضيق باب المندب، ما يجعله ساحة رئيسية لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي، ونقطة ارتكاز في جهود مكافحة الإرهاب والقرصنة. وتؤكد استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية لعام 2022 أن أفريقيا لم تعد مجرد هامش بعيد في حسابات الأمن العالمي، بل تحوّلت إلى ساحة رئيسية للتنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى.
“داعش” يتصدر مشهد الغارات الأمريكية في الصومال 2025
رغم أن حركة الشباب كانت تُصنّف طويلاً كأخطر التهديدات الأمنية في الصومال، إلا أن المعطيات الحديثة تكشف عن تحوّل لافت في طبيعة التهديدات واتجاهاتها. من بين الغارات الأمريكية في الصومال 2025، استهدفت 32 منها تنظيم “داعش” في الصومال، بينما استهدفت 19 ضربة حركة الشباب.
هذا يعكس قلقًا متزايدًا من تنظيم “داعش” في بونتلاند والشمال الشرقي، حيث بات يُنظر إليه كخطر عابر للحدود أكثر طموحًا وجرأة.
احترام السيادة أم تغطية سياسية؟
ليست العمليات أحادية الجانب، بل تمت بالتنسيق مع الحكومة الصومالية، كما أشارت بيانات أفريكوم،9 ضربات (5 ضد “داعش”، 4 ضد حركة الشباب) نُفذت بطلب مباشر من الحكومة.
أبرزت البيانات الأمريكية مصطلحات مثل “بالتنسيق الكامل” و”بطلب صومالي”، مما يشير إلى شراكة سيادية مقصودة وليست مجرد غطاء دبلوماسي.
خريطة جديدة للضربات: من الجنوب إلى الشمال الشرقي
لم تعد الغارات الأمريكية في الصومال 2025، تقتصر على جنوب الصومال كما كان الحال في السنوات الماضية. ففي عام 2025، برزت زيادة ملحوظة في وتيرة الضربات داخل ولاية بونتلاند، لا سيما في المناطق الواقعة جنوب شرق مدينة بوساسو، حيث تعتقد واشنطن أن تنظيم “داعش” أقام مراكز لوجستية ونقاط دعم خلفية لعملياته.
تأتي هذه التحركات استجابة لمعلومات استخباراتية دقيقة، ضمن استراتيجية تعتمد على الضربات الاستباقية.
الشرعية قبل كل شيء: لغة التعاون في مواجهة الإرهاب
أشادت الحكومة الصومالية بالدعم الأمريكي واعتبرته “ضروريًا وفي الوقت المناسب”.
عكست تصريحات الجنرال مايكل لانغلي خلال لقاءاته بالرئيس الصومالي، رسائل واضحة: “الصومال مسؤول عن أمنه.. ومهمتنا هي الدعم فقط”.
هذا التصور يُمثل تحولًا عن التدخلات التقليدية الأمريكية، ويُظهر كيف أصبح التعاون الاستخباراتي والعملياتي عنصرًا أساسيًا للشرعية.
الغارات الـ51 ليست مجرد أرقام، بل مؤشر على نموذج أمريكي متطور لمكافحة الإرهاب يعتمد على:
- التنسيق المشترك
- الضربات الذكية والمحددة
- الشرعية السياسية
- احترام السيادة دون التخلي عن المصالح
تعرف المزيد على: قانون التعليم العالي في الصومال 2025.. من الركود إلى الانتعاش الأكاديمي
لكن يبقى التساؤل: هل الغارات الأمريكية في الصومال 2025 قابلة للتعميم في مناطق أخرى؟، وهل تضمن استقرارًا طويل الأمد أم مجرد إدارة مؤقتة للأزمات؟.