في الوقت الذي عمّت فيه مظاهر الفرح والطمأنينة شوارع الصومال احتفالًا بعيد الأضحى المبارك، كان الوعي الشعبي بخوارج العصر والأمني في أعلى درجاته، مترقبًا ومتأهبًا لمواجهة أي تهديد محتمل من الجماعات المتطرفة التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار.
العيد يمر بسلام.. والحذر حاضر
شهدت العاصمة مقديشو ومختلف المدن الصومالية أجواءً آمنة ومستقرة خلال عيد الأضحى، في مؤشر واضح على تحسّن الوضع الأمني وتقدّم المؤسسات الصومالية في كبح جماح الإرهاب.
وعلى الرغم من هذه الأجواء المشرقة، لم يغب عن أذهان المواطنين خطر خوارج العصر، المتمثلين في ميليشيات الشباب المرتبطة بالتنظيمات الجهادية العابرة للحدود، والتي كثيرًا ما تستهدف اللحظات الإنسانية لبث الرعب وإرباك المشهد العام.
الوعي الشعبي سلاحٌ في مواجهة التطرف
تكرّست في وجدان المواطن الصومالي قناعة راسخة بأن الإرهاب لا دين له ولا يرحم فرحًا ولا حزنًا. هذه القناعة تحوّلت إلى وعيٍ مجتمعي شامل، يرفض الفكر المتطرف، ويقف سدًا منيعًا في وجه خطاب الكراهية والغلو.
وباتت الجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة الشباب، تعاني من عزلة اجتماعية متزايدة، مع ازدياد الإدراك الشعبي بأن هذه التنظيمات تسعى لهدم الدولة الصومالية ومحو هوية المجتمع الديني والثقافي الوسطي.
جهود أمنية مدعومة بمواقف رسمية
في ظل هذا الواقع، تبذل الحكومة الصومالية جهودًا ملموسة لتحييد خطر خوارج العصر من خلال عمليات عسكرية مستمرة، وتعزيز قدرات القوات الأمنية، وتوسيع دائرة التنسيق مع القوى المجتمعية.
وأكدت القيادات الأمنية أن أمن المواطن هو خط أحمر، وأن أي محاولات لإرباك الاستقرار، خاصة خلال المناسبات الدينية، ستُواجه برد حازم. كما تلقّت هذه الجهود دعمًا شعبيًا واسعًا، حيث بات المواطن الصومالي شريكًا فعّالًا في الإبلاغ والمراقبة والتصدي.
يمثّل عيد الأضحى في الصومال مشهدًا مصغرًا لصراع أوسع بين النور والظلام، بين الحياة الآمنة التي ينشدها الناس، وبين الفكر الإرهابي الذي يتغذّى على الفوضى والخوف.
وفي هذه المعركة، أثبت الصوماليون، شعبًا وحكومة، أن الوعي هو أول خطوط الدفاع، وأن التصدي لخوارج العصر لم يعد مهمة عسكرية فحسب، بل معركة وجود وكرامة وهوية وطنية.
تعرف المزيد على: وزير الدفاع الصومالي يؤكد: استعدادات لاستعادة المناطق المتبقية من سيطرة الميليشيات الإرهابية