تواصل العنف ضد الصوماليين في جنوب أفريقيا، لليوم الرابع على التوالي. خيّم الصمت على المتاجر الصغيرة التي يديرها تجار صوماليون في ضواحي كيب تاون بجنوب أفريقيا، بعدما تحوّلت الهجمات المسلحة الأخيرة إلى كابوس جديد للجالية الصومالية، التي فقدت ثلاثة من أبنائها في أعمال العنف ضد الصوماليين في جنوب أفريقيا خلال الأسبوع الماضي.
الخوف يحكم الشوارع.. والمتاجر مغلقة

في بلدات مثل فيليبي ونيانغا وخايليتشا، أغلقت عشرات المتاجر أبوابها منذ الخميس، بعد سلسلة من الهجمات نفذتها عصابات مسلحة اقتحمت المحال التجارية ونهبتها وسط فوضى ليلية.
يقول أحد الشهود من المجتمع المحلي إن الكل يهرب، لا أحد يشعر بالأمان. الصوماليون ينامون في بيوت أصدقائهم أو في المساجد.
وبحسب قادة الجالية الصومالية، فإن موجة الهجمات الأخيرة ليست الأولى من نوعها، لكنها الأكثر قسوة منذ شهور، إذ لم تعلن الشرطة حتى الآن عن أي توقيفات، ما أثار غضبًا واسعًا بين أفراد الجالية الذين يتهمون السلطات بالتقاعس عن حمايتهم.
تشييع الضحايا.. وصوت الغضب يرتفع

شيّعت الجالية الصومالية في كيب تاون الضحايا الثلاثة عصر السبت إلى مقبرة المسلمين في موبراي، وسط أجواء من الحزن والغضب.
ولا يزال اثنان من المصابين يرقدان في المستشفى بحالة حرجة بعد إصابتهما بطلقات نارية وطعنات، وفقًا لمصادر مجتمعية.
قال أحد أصحاب المتاجر في خايليتشا:
“لقد جئنا إلى هنا هربًا من الحرب في بلادنا، نبحث عن فرصة للحياة، لكننا نُدفن هنا في صمت كل بضعة أشهر.”
جذور الأزمة.. مزيج من العنصرية والفقر والتوتر الاقتصادي

تاريخيًا، شهدت جنوب أفريقيا موجات متكررة من العنف ضد الأجانب، وخصوصًا المهاجرين الأفارقة الذين يهيمنون على التجارة غير الرسمية في الأحياء الفقيرة. وغالبًا ما يتعرض الصوماليون للاستهداف بسبب نجاحهم التجاري مقارنةً بالمحليين، في ظل اقتصاد يعاني من البطالة والتفاوت الاجتماعي.
ويرى محللون أن العنف ضد الصوماليين في جنوب أفريقيا لم يعد مجرد جرائم متفرقة، بل ظاهرة متكررة تتغذى على التوتر الاقتصادي وانعدام الثقة بين المجتمعات المحلية والمهاجرين، في غياب ردع أمني فعّال.
مطلب واحد: الحماية والعدالة
اجتمع ممثلو الجالية الصومالية مع مسؤولي الشرطة المحلية السبت الماضي، وطالبوا بتعزيز الدوريات والتحقيق السريع في الجرائم الأخيرة. لكن كثيرين يشككون في وعود السلطات، معتبرين أن غياب العدالة يعزز ثقافة الإفلات من العقاب.
يقول أحد قادة الجالية:
“لا نطلب معاملة خاصة، فقط نريد أن نحيا مثل غيرنا.. بأمان وكرامة.”
تعرف المزيد: هل يفقد البرلمان الصومالي دوره في مستقبل البلاد؟
العنف ضد الصوماليين في جنوب أفريقيا ..أزمة ممتدة بلا حلول جذرية

تتكرر حلقات العنف ضد الصوماليين في جنوب أفريقيا كل عام تقريبًا، في مشهد يعكس هشاشة العلاقة بين المهاجرين والمجتمعات المحلية، وتراجع الثقة في المؤسسات الأمنية.
وبينما يواصل التجار الصوماليون إغلاق متاجرهم خوفًا من الموت، تظل الأسئلة معلّقة: هل ستتوقف هذه الدائرة من العنف؟ أم أن الصمت الرسمي سيحوّل الخوف إلى واقع دائم في حياة المهاجرين؟