في عرضٍ سماوي قد لا يتكرر كثيرًا، حذّرت وكالة NOAA من اقتراب عاصفة جيومغناطيسية معتدلة من الفئة G2 من كوكب الأرض يوم الخميس 16 أكتوبر، بعد رصد انبعاثات شمسية قوية خلال الأيام الماضية.
ويتوقع الخبراء أن تؤدي هذه العاصفة الجيومغناطيسية إلى ظواهر بصرية مذهلة، أبرزها ظهور الأضواء الشمالية أو الشفق القطبي في سماء الولايات الشمالية من أمريكا، في مشهد يجمع بين روعة الطبيعة ودقة الفيزياء الفلكية.
تحذير رسمي من NOAA

أعلن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن العاصفة الجيومغناطيسية القادمة قد تكون من النوع المعتدل، لكنها كافية لإحداث اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض، ما قد يؤثر بشكل طفيف على شبكات الأقمار الصناعية والملاحة الجوية.
وأشار المركز إلى أن هذه العاصفة ناتجة عن انبعاثات كتلية إكليلية (CME) غادرت الشمس ما بين 11 و13 أكتوبر، ومن المتوقع أن تصل الأرض في أواخر يوم الخميس. كما يُرجح استمرار التأثيرات من الفئة G1 حتى يوم الجمعة 17 أكتوبر.
خريطة الأضواء الشمالية: من نيويورك إلى أيداهو

وفقًا لخريطة خطوط العرض التي نشرتها NOAA، فإن الأضواء الشمالية قد تُشاهد هذه المرة في ولايات أبعد جنوبًا من المعتاد، تمتد من نيويورك مرورًا بميشيغان ووصولًا إلى أيداهو.
وتُظهر “خريطة خط العرض للأضواء الشمالية” نطاقًا واسعًا لاحتمال الرؤية، مما يجعل الفرصة سانحة أمام ملايين السكان لمشاهدة واحدة من أندر الظواهر السماوية الناتجة عن العاصفة الجيومغناطيسية.
ماذا يحدث في الفضاء؟

توضح وكالة “ناسا” أن العاصفة الجيومغناطيسية تحدث نتيجة “تجشؤ الشمس”، حين تطلق كميات ضخمة من الغاز المشحون كهربائيًا بسرعة هائلة تُعرف بالقذف الكتلي الإكليلي (CME).
وحين تصطدم هذه الجسيمات بالمجال المغناطيسي للأرض، تتفاعل مع الغازات في طبقات الغلاف الجوي العليا، منتجةً الشفق القطبي بألوانه الخضراء والبنفسجية الخلابة.
ويؤكد العلماء أن هذه الظاهرة لا تُشكل خطرًا مباشرًا على الإنسان، لكنها تذكير مستمر بمدى حساسية الأرض تجاه الأنشطة الشمسية المتقلبة.
تعرف المزيد: توقعات الطقس في الصومال هذا الأسبوع: أمطار خفيفة واستمرار الحرارة
الأضواء الشمالية .. جمال العلم في السماء

رغم التحذيرات من العاصفة الجيومغناطيسية، فإن عشاق الظواهر الفلكية حول العالم يترقبون بشغف ظهور الأضواء الشمالية، تلك التي تلوّن السماء بلوحات طبيعية لا يرسمها سوى الكون نفسه.
ويصف الخبراء الشفق القطبي بأنه “فن علمي متحرك”، يجسد التفاعل المذهل بين طاقة الشمس وحماية المجال المغناطيسي للأرض.
وبينما يراقب العلماء الأجهزة، يرفع الناس أعينهم إلى السماء، على أمل أن يكون ليل 16 أكتوبر ليلة مضيئة بفضل العاصفة الجيومغناطيسية التي تذكّرنا بمدى الجمال الكامن في الظواهر الكونية.