في وقتٍ تُعد فيه توربينات الرياح رمزًا للطاقة النظيفة، لا تزال بعض التوربينات تتوقف عن العمل رغم وجود الرياح، ليس لخلل تقني، بل لأن الشبكة الكهربائية لا تستطيع استيعاب المزيد من الإنتاج. هذه الظاهرة تُعرف باسم الطاقة المتجددة المهدرة، وتمثل فرصة ضائعة بحسب ما يؤكده “جون بيليزير”، الرئيس التنفيذي لشركة “سولونا” الأميركية المتخصصة في تطوير مراكز البيانات الخضراء.
ويشير بيليزير إلى أن ملايين الميغاواط من الكهرباء المتجددة تُهدر سنويًا في الولايات المتحدة فقط، بسبب غياب المستهلكين أو عدم جاهزية البنية التحتية لنقل هذه الطاقة.
كيف حوّلت “سولونا” الطاقة المتجددة المهدرة إلى مكاسب؟
من خلال نموذج مبتكر، قامت شركة “سولونا” بوضع مراكز بياناتها مباشرةً في مواقع إنتاج الطاقة المتجددة المهدرة، مثل محطات الرياح والطاقة الكهرومائية. وبدلاً من انتظار الربط مع الشبكة العامة، تشتري الشركة فائض الكهرباء بأسعار منخفضة، ثم تستخدمها في تشغيل أجهزة ضخمة لمعالجة البيانات وتعدين العملات المشفرة.
هذا النموذج أصبح أكثر أهمية في ظل التوسع الكبير في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وازدياد الطلب على الطاقة.
نسبة الطاقة الخضراء المستخدمة
توضح “سولونا” أن نحو 75% من الطاقة التي تستهلكها مراكز بياناتها تأتي من مصادر متجددة، بفضل اتفاقيات شراء طويلة الأجل مباشرة من منتجي الكهرباء. وتتميز هذه المراكز بمرونة عالية في الاستهلاك، ما يجعلها بمثابة بطاريات ذكية، تتأقلم مع التذبذب في وفرة الكهرباء.
أرقام تُظهر حجم الطاقة المتجددة المهدرة والفرصة:
- في عام واحد، أُهدرت 3.4 مليون ميغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة في ولاية كاليفورنيا وحدها، بزيادة 29% عن العام السابق.
- في عام 2021، قدّرت “سولونا” أن الكهرباء المُخفّضة كانت تكفي لتزويد 1.3 مليون منزل لمدة سنة كاملة.
حلول بديلة خارج الشبكة
في مناطق مثل غرب تكساس، حيث تُنتج مزارع الرياح طاقة تفوق قدرة الشبكة على النقل، ظهرت شركات مثل “IREN”، التي تشغّل مراكز بيانات بحجم غيغاواط لتشغيل الذكاء الاصطناعي وتعدين العملات الرقمية باستخدام الطاقة المتجددة المهدرة.
تعرف المزيد على: مارك زوكربيرغ يراهن على خبير شاب: صفقة بـ14 مليار دولار لدعم طموحات ميتا في الذكاء الاصطناعي
الحوسبة كبديل للبطاريات؟
يرى بيليزير أن استخدام مراكز البيانات المرنة هو حل عملي لمشكلة هدر الطاقة، مشيرًا إلى أن “الحوسبة أصبحت بمثابة بطارية افتراضية، بل ربما تكون أفضل من البطاريات التقليدية.”