الصومال وأذربيجان يعززان التعاون الثنائي، حيث عقد وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي عبد السلام عبدي علي، اليوم 25 يوليو 2025، لقاءً مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف في العاصمة باكو، لبحث سبل تطوير العلاقات الدبلوماسية واستكشاف فرص توسيع التعاون في مجالات التجارة، الزراعة، الطاقة، التعليم، والأمن. ويأتي هذا اللقاء ضمن الجهود المشتركة لبناء شراكات استراتيجية تدعم أجندة التنمية المستدامة للبلدين.
الصومال وأذربيجان يعززان التعاون الأمني لمكافحة التهديدات المشتركة
بحث الوزيران فرص التعاون الأمني، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة عبر تبادل الخبرات والمبادرات الأمنية المشتركة، بما يسهم في تحقيق أمن أكبر لكلا الشعبين.
خارطة طريق لعلاقات أكثر تكاملًا
أكد الوزيران عبد السلام عبدي علي وجيهون بيراموف التزامهما بتحويل نتائج اللقاء إلى مشاريع عملية تحقق منافع ملموسة للبلدين، مع الإعداد لإصدار بيان مشترك يضع خارطة طريق لتطوير العلاقات الثنائية خلال السنوات القادمة.
التعاون الدفاعي بين الصومال وأذربيجان: أبعاد استراتيجية جديدة
يشكل التعاون الدفاعي بين البلدين امتدادًا لاستراتيجية باكو الرامية إلى تعزيز حضورها في منطقة القرن الإفريقي، وهي منطقة حيوية تشهد تنافسًا دوليًا وإقليميًا متزايدًا. ومن خلال التعاون العسكري والتقني، تسعى أذربيجان إلى دعم قدرات الصومال الأمنية والمساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ما يمنحها نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا أوسع، ويفتح الباب أمام فرص جديدة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتجارة.
غير أن الصومال وأذربيجان يعززان التعاون في ظل تحديات جيوسياسية معقدة، خاصة في ظل التنافس الإقليمي بين مصر وإثيوبيا حول قضايا كبرى مثل سد النهضة، حيث تراقب القاهرة بحذر أي نفوذ جديد في المنطقة، بما في ذلك تنامي دور باكو، خصوصًا مع العلاقات الوثيقة التي تربط أذربيجان بحليفتها تركيا، والتي بدورها تمتلك نفوذًا في الصومال وإثيوبيا.
كما أن الوضع الأمني المتوتر في الصومال، بسبب تهديدات الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب، يشكل عقبة أمام تنفيذ برامج التعاون الدفاعي بشكل سلس. وفي هذا السياق، الصومال وأذربيجان يعززان التعاون من خلال اتفاقيات تهدف إلى تحقيق استقرار أكبر وشراكات أكثر توازنًا.
ويبرز كذلك تحدي بناء الثقة وضمان الشفافية، حيث تحتاج أذربيجان لإثبات أن تعاونها الدفاعي يهدف إلى تحقيق استقرار وشراكات متوازنة، وليس إلى فرض نفوذ سياسي أو اقتصادي.
تعرف المزيد: الصومال يرفض طلب إثيوبيا هذا.. والسبب السيادة
وفي حال نجحت باكو في تجاوز هذه التحديات عبر الاستثمار في البنية التحتية والتنمية والمبادرات الإنسانية، فإنها ستعزز مكانتها كشريك رئيسي للصومال، لتؤكد أن الصومال وأذربيجان يعززان التعاون بما يرسخ نفوذ باكو في القرن الإفريقي ضمن إطار سياستها الخارجية متعددة المحاور.