في خطوة تعكس التوجه المتصاعد للحكومة الصومالية نحو تعزيز التنمية الزراعية والانفتاح على الأسواق الإقليمية والدولية، شاركت الصومال رسميًا في فعاليات معرض كاسبيان أغرو الزراعي 2025، والذي تستضيفه العاصمة الأذربيجانية باكو، بمشاركة دولية واسعة من مختلف القارات.
وترأس الوفد الصومالي المشارك معالي وزير الزراعة والري، محمد عبدي حير، حيث حضر مراسم الافتتاح الرسمية لمعرض كاسبيان أغرو 2025، الذي يُعد من أكبر التظاهرات الزراعية في منطقة القوقاز وشرق أوروبا، جامعًا هذا العام أكثر من 450 شركة دولية متخصصة في الأسمدة، البذور، التقنيات الحديثة، والمعدات الزراعية الثقيلة وخلال المعرض، أجرت الشركات الصومالية المشاركة عددًا من اللقاءات الثنائية مع مؤسسات دولية وشركات متخصصة في مجالات الأسمدة والبذور والمعدات والتقنيات الزراعية.
تمثيل صومالي فاعل وشركات وطنية في معرض كاسبيان أغرو 2025
شهد معرض كاسبيان أغرو مشاركة شركات زراعية صومالية مدعومة من وزارة الزراعة والري، حيث أُتيح لها فرصة عرض منتجاتها وخدماتها والتفاعل مع نظرائها من دول مختلفة. وأجرت هذه الشركات عددًا من اللقاءات الثنائية مع مؤسسات دولية في مجالات متنوعة، شملت:
1.الأسمدة والبذور المحسنة.
2.المعدات والتقنيات الزراعية الحديثة.
3.أنظمة الري الذكية.
4.الطاقة المتجددة في الزراعة.
تهدف هذه اللقاءات إلى تعزيز نقل الخبرات وبناء شراكات تجارية تدعم تطوير الزراعة الصومالية، وتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الغذائي والأمن الزراعي في البلاد.
الوزير يشارك بندوة حول المناخ والأمن الغذائي
ضمن فعاليات معرض كاسبيان أغرو، شارك الوزير محمد عبدي حير في ندوة وزارية رفيعة المستوى ناقشت نتائج مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29)، الذي احتضنته أذربيجان في 2024. وتبادل المشاركون الرؤى حول:
1.آثار التغير المناخي على الإنتاج الزراعي.
2.الحلول البيئية المستدامة لتعزيز الأمن الغذائي.
3.دعم الابتكار التكنولوجي في الزراعة.
وسلط الوزير الضوء على التحديات المناخية التي تواجه الصومال، مؤكدًا ضرورة دعم المجتمعات الزراعية الريفية وتمكينها من أدوات التكيف مع التغير المناخي.
دبلوماسية اقتصادية صومالية في قلب المعارض الدولية
تؤكد هذه المشاركة الحيوية التوجه الحكومي الصومالي نحو تنشيط الدبلوماسية الاقتصادية، وجعل القطاع الزراعي أحد محركات النمو الوطني. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الحكومة لدعم الاستثمار الزراعي، وفتح آفاق جديدة للشراكات التجارية التي من شأنها نقل التكنولوجيا، ورفع الكفاءة الإنتاجية، وتحقيق الأمن الغذائي في بلد يعتمد شريحة واسعة من سكانه على الزراعة والرعي.
تسعى الحكومة الفيدرالية إلى تحويل القطاع الزراعي الصومالي إلى رافعة اقتصادية حقيقية من خلال تعزيز حضوره في المعارض الدولية مثل “كاسبيان أغرو 2025”. إذ يمثل القطاع الزراعي الصومالي أحد أهم محاور التنمية المستدامة التي تستهدفها الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتقليل الاعتماد على الواردات، وخلق فرص عمل واسعة للشباب في الأرياف والمناطق الزراعية. ومن خلال الانفتاح على الأسواق الإقليمية، تزداد فرص تطوير القطاع الزراعي الصومالي عبر تبادل الخبرات والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
الشراكات الدولية وتطوير القطاع الزراعي الصومالي
أكدت مشاركة الصومال في معرض كاسبيان أغرو الزراعي الدولي بأذربيجان على الأهمية المتزايدة التي توليها الدولة لتوسيع نطاق الشراكات الدولية في دعم القطاع الزراعي الصومالي. فقد أتاح المعرض منصة مثالية لربط الفاعلين في القطاع الزراعي الصومالي مع شركات عالمية متخصصة في البذور، الأسمدة، المعدات، والتقنيات الذكية، بما يعزز فرص التحديث الزراعي. ويُعد دعم القطاع الزراعي الصومالي عنصرًا محوريًا في الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغير المناخي وضمان استقرار الأمن الغذائي في البلاد خلال السنوات القادمة.
فوائد استراتيجية متوقعة من المشاركة الصومالية
تفتح المشاركة الصومالية في معرض “كاسبيان أغرو 2025” آفاقًا واعدة لتعزيز التبادل التجاري الزراعي، وجذب الاستثمارات النوعية إلى الداخل الصومالي، خاصة في ظل توفر مساحات زراعية خصبة ومناخ متنوع يمكن استغلاله في تطوير سلاسل إنتاج غذائي مستدامة. كما أن الحضور في محافل دولية بهذا المستوى يُعزز صورة الصومال كدولة فاعلة على الساحة الاقتصادية الإقليمية، ويسهم في بناء علاقات مباشرة مع شركاء محتملين في مجالات التقنية الزراعية، وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة في المجال الزراعي.
وتُعد هذه المشاركة في معرض كاسبيان أغرو خطوة متقدمة نحو إعادة إحياء القطاع الزراعي بوصفه أحد الأعمدة الاستراتيجية لتحقيق النمو الاقتصادي وتقليص نسب البطالة، فضلًا عن دوره المحوري في تحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر في الريف الصومالي.
تعرف المزيد على: فيضانات الصومال تُهدد أكثر من 84 ألف شخص..ما الذي يحدث؟