الصومال: صندوق التنمية الأفريقي يمنح 19 مليون دولار، لتعزيز مرونة المناطق الحضرية للنازحين والمجتمعات المضيفة، في خطوة هامة لدعم الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة، في مدينة دولو الحدودية، إحدى أكثر المناطق هشاشة في البلاد. فقد وافق مجلس إدارة صندوق التنمية الأفريقي على منحة بقيمة 19.7 مليون دولار أمريكي تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة لحوالي 20,000 أسرة ضعيفة، وتسهيل الاندماج المحلي لأكثر من 128,000 نازح داخلي.
مشروع دولو: السكن الآمن والاستقرار للأسر النازحة

تشمل المنحة دعم مشروع تعزيز مرونة المناطق الحضرية للنازحين والمجتمعات المضيفة في دولو، الذي سيوفر أثرًا ملموسًا في حياة الأسر من خلال تأمين حقوق الملكية لأكثر من 10,500 نازح داخلي وبناء 1,750 منزلاً مقاومًا لتغير المناخ. هذه المنازل ستمنح العائلات مأوى آمناً وكرامة بعد سنوات طويلة من التهجير.
البنية التحتية والمخاطر الطبيعية، وتقليل الفيضانات وحماية الزراعة
سيتم تركيب أنظمة جديدة لتصريف مياه الأمطار وإعادة تأهيل القنوات الزراعية، ما سيقلل من مخاطر الفيضانات، ويحمي الأراضي الزراعية، ويعزز الإنتاج الغذائي المحلي. هذا المشروع يربط بين الاستقرار الحضري والمرونة الاقتصادية للأسر المستفيدة، ويضع الأساس لتطوير مجتمعات مستدامة.
تمكين النساء والشباب
يستفيد النساء والشباب، الذين يشكلون غالبية النازحين في دولو، من برامج تطوير المهارات المهنية، ودعم المشاريع الصغيرة، وحزم أدوات ريادة الأعمال. كما سيتم إنشاء أكثر من 150 جمعية ادخار وقروض مجتمعية تساعد النساء على تحقيق الاستقلال المالي.
علاوة على ذلك، ستُنشأ حقول تعليمية زراعية تتيح لأكثر من 4,500 أسرة تعلم الزراعة الذكية المناخية وتنويع مصادر دخلهم. نحو 500 امرأة وشاب سيستفيدون مباشرة من فرص جديدة للتعلم والعمل والقيادة والمشاركة المجتمعية.
التوظيف والإسكان
قال بوبكار سانكاريه، مستشار العمليات الرئيسي للصومال في بنك التنمية الأفريقي:
“الصومال: صندوق التنمية الأفريقي يمنح 19 مليون دولار لتعزيز مرونة المناطق الحضرية للنازحين والمجتمعات المضيفة، إذ ان هذا المشروع يجلب الأمل والاستقرار للأسر التي عانت سنوات من عدم اليقين. من خلال الاستثمار في الإسكان والخدمات الأساسية وفرص العمل، يمكن للناس إعادة بناء حياتهم بكرامة”.
وأضاف سانكاريه:
“يشمل المشروع أيضًا تدريب أكثر من 380 موظفًا حكوميًا على إدارة الأراضي، وحل النزاعات، والتخطيط الحضري المتمحور حول الناس، مما يعزز قدرة الحكومة على دعم التحول الحضري طويل الأمد”.
تحويل المراكز الإنسانية إلى مجتمعات حضرية شاملة
يهدف المشروع إلى دعم الانتقال من وضع مركز إنساني إلى مركز حضري مرن وشامل، حيث يجمع بين تطوير البنية التحتية، وتعزيز الخدمات الاجتماعية، وتمكين السكان من المشاركة الفعالة في تنمية منطقتهم. هذا النهج يسهم في تحسين دمج النازحين داخليًا ويخلق بيئة مستقرة ومستدامة.
خطة الحلول الوطنية للصومال 2024–2029
يأتي المشروع ضمن خطة حلول وطنية للصومال (2024–2029)، وهو أول مشروع وطني يركز على إخراج مليون صومالي من حالة النزوح عبر الاندماج المحلي.
وأكد سانكاريه، أن صندوق التنمية الأفريقي يمنح 19 مليون دولار لتعزيز مرونة المناطق الحضرية للنازحين والمجتمعات المضيفة، من خلال الاستثمار في المهارات والأمان والشمول الاقتصادي، لكسر دوائر الضعف ولوضع أساسًا للمرونة المستدامة.
يمثل هذا التمويل دفعة قوية لدعم التنمية الحضرية المستدامة في الصومال، ويؤكد التزام المجتمع الدولي بدعم اللاجئين والنازحين داخليًا، وتحقيق استقرار طويل الأمد.

تمكين المجتمعات وبناء مستقبل مستدام
من المتوقع أن يحقق المشروع فوائد ملموسة للأسر النازحة والمجتمعات المضيفة، من خلال الإسكان، والزراعة الذكية، وتمكين النساء والشباب، وتطوير القدرات الحكومية، مما يجعل الصومال: صندوق التنمية الأفريقي يمنح 19 مليون دولار لتعزيز مرونة المناطق الحضرية للنازحين والمجتمعات المضيفة خطوة نموذجية في إعادة بناء المجتمع المدني وتحقيق التنمية المستدامة.
لمعرفة المزيد: الأونكتاد: العالم بحاجة إلى نظام مالي أكثر عدلًا
مشروع يعكس روح الشراكة الأفريقية
يعكس المشروع روح الشراكة بين الحكومة الصومالية وصندوق التنمية الأفريقي، ويضع الأسس لتحسين حياة عشرات آلاف الأسر، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في مناطق النزوح الحضرية، مؤكداً التزام الصومال ببناء مستقبل أكثر مرونة وكرامة لسكانه.
