الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب، وصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الجمعة للمشاركة في منتدى الدوحة، وهو واحد من أبرز المنصات العالمية التي تجمع قادة العالم وصانعي القرار لمناقشة التحولات المتسارعة في النظام الدولي. تأتي هذه الزيارة في لحظة حساسة ترتبط مباشرة بالعنوان الرئيسي “الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب”، إذ تسعى مقديشو إلى تأكيد حضورها الدولي في ظل بيئة إقليمية ودولية مشحونة بالتحديات.
المشاركة في منتدى يواجه عالمًا أكثر تعقيدًا

يمتد المنتدى بين السادس والسابع من ديسمبر، ويستقطب نخبة من القادة، والوزراء، والخبراء في قضايا الأمن العالمي، التجارة الدولية، التعاون متعدد الأطراف، والانقسام المتنامي بين الشمال العالمي والجنوب العالمي. وعلى الرغم من كثافة الملفات، فإن مشاركة الصومال تحمل بُعدًا خاصًا، كونها تأتي في سياق سعي الدولة لإعادة بناء مؤسساتها وتعزيز علاقاتها الخارجية.
وقد استقبل كبار المسؤولين القطريين الرئيس الصومالي لدى وصوله إلى مطار حمد الدولي، في إشارة إلى عمق العلاقات بين البلدين وإلى إدراك الدوحة لأهمية الدور الإقليمي للصومال في القرن الإفريقي، وهو ما ينسجم مع العنوان الرئيسي، الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب.
الدبلوماسية الصومالية تبحث عن صوت أقوى
وصفت رئاسة الجمهورية في بيان رسمي مشاركة الوفد الصومالي بأنها “فرصة ثمينة لإبراز الحضور الدبلوماسي للصومال وتعزيز الحوار الدولي حول الأمن ومستقبل المنطقة”. وهذا التعبير يتوافق بعمق مع جوهر العنوان الرئيسي “الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب”، إذ تسعى مقديشو إلى تجاوز دور المتلقي للأزمات نحو دور الفاعل في نقاشات السياسة الإقليمية.
من المتوقع أن يعقد الرئيس الصومالي لقاءات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين وصناع السياسات. وتركز هذه اللقاءات على ملفات الأمن الإقليمي، مكافحة الإرهاب، الاستقرار البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، ومسارات العمل الدبلوماسي في منطقة القرن الإفريقي.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية في الإقليم، ما يجعل مشاركة الصومال في هذا المنتدى جزءًا من محاولة إستراتيجية لترسيخ موقع الدولة كطرف فاعل في الأمن الإقليمي، بما يتماشى مع المعنى المتكرر في العنوان الرئيسي، الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب.
أجندة المنتدى

ينعقد منتدى الدوحة هذا العام تحت عنوان “العدالة في التطبيق: من الوعود إلى التقدم”، وهو شعار يعكس إدراكًا متزايدًا بأن العالم يدخل مرحلة أكثر هشاشة وتنافسية. ويتضمن جدول أعمال المنتدى محاور تتقاطع مباشرة مع مصالح الصومال، بما في ذلك:
- جهود الوساطة في ظل انقسام جيوسياسي متزايد.
- تأثير توترات التجارة العالمية على اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
- نقاشات موسعة حول المسؤوليات الدولية في أزمة غزة.
- حوارات حول الصراعات الجارية في أوكرانيا واليمن وسوريا ومنطقة الساحل.
- مراجعة التحولات في التحالفات الدولية بين دول مجلس التعاون الخليجي ومجموعة البريكس والشركاء الغربيين.
يمثل هذا السياق فرصة للصومال لإظهار موقعه في معادلة الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي، وكل ذلك يُعاد ربطه مجددًا بالعنوان الرئيسي “الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب”.
دعم دولي تبحث عنه مقديشو

يرى الوفد الصومالي أن المنتدى يشكل منصة لإيصال صوت الدولة في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مزيد من الدعم الدولي لتثبيت الأمن، وإنعاش الاقتصاد، وتعزيز الإصلاحات الحكومية. ويأمل المسؤولون الصوماليون في جلب اهتمام أوسع لقضايا الأمن البحري، وإعادة الإعمار، وتمكين الدولة من مواجهة التهديدات المستمرة مثل التطرف المسلح والتهريب العابر للحدود.
لمعرفة المزيد: الصومال على أعتاب نهضة جديدة
صورة خاتمة الصومال بين الأمن والدبلوماسية
ويؤكد الوفد أن هذا الحضور لا يكتفي بتمثيل الدولة دبلوماسيًا، بل يسعى أيضًا لخلق شبكة شراكات جديدة مع الدول والمنظمات المشاركة. ومع تكرار روح العنوان الرئيسي “الصومال بين الأمن والدبلوماسية: حضور يبني موقع الدولة في عالم مضطرب”، تبدو المشاركة محاولة لتكريس تحول مهم في السياسة الخارجية الصومالية يقوم على المبادرة بدل رد الفعل.