بدأ السفير البريطاني لدى الصومال المعين حديثًا، تشارلز نيكولاس كينغ، جولة دبلوماسية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية ودعم جهود الاستقرار والتنمية في البلاد. وتشكل زياراته إلى مقديشو وغرووي خطوة مهمة نحو تعميق انخراط المملكة المتحدة مع القيادات الفيدرالية والإقليمية في الصومال.
محادثات استراتيجية في مقديشو: الأمن، الانتخابات، والتنمية
في مقديشو، استقبل رئيس الوزراء حمزة عبدي بري السفير البريطاني لدى الصومال كينغ، حيث ناقشا بشكل معمق:
- جهود مكافحة الإرهاب، خاصة ضد حركة الشباب
- التعاون السياسي وإصلاح النظام الانتخابي
- المشاريع التنموية التي تدعمها المملكة المتحدة في مختلف أنحاء الصومال
وأكد رئيس الوزراء بري على تقدم الصومال في تنفيذ نظام الانتخابات “شخص واحد، صوت واحد”، مشيرًا إلى أن تسجيل الناخبين بدأ بالفعل في عدة مناطق. من جانبه، أشاد السفير كينغ بالحوار القائم بين الحكومة الفيدرالية والمجلس التشاوري الوطني، وأكد التزام المملكة المتحدة بدعم بناء الدولة والتحول الديمقراطي في الصومال.
زيارة السفير البريطاني لدى الصومال إلى غرووي: التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب
زار السفير البريطاني لدى الصومال أيضًا مدينة غرووي، عاصمة ولاية بونتلاند، حيث التقى بـ:
- الرئيس سعيد عبد الله دني
- نائب الرئيس إلياس عثمان لوغاتور
- أعضاء من حكومة بونتلاند
وناقش السفير البريطاني لدى الصومال معهم:
- الأمن الإقليمي وعمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الجهود في جبال عل مسكاد
- التحول الديمقراطي والحكم الشامل
- المبادرات التنموية الممولة من المملكة المتحدة، مثل مشاريع البنية التحتية وبرامج المشاركة المدنية
كما قدمت المملكة المتحدة أدوية ومستلزمات طبية أساسية لدعم جهود بونتلاند في مكافحة الإرهاب. وأشاد السفير كينغ بالتزام بونتلاند بمحاربة التهديدات المتطرفة، مؤكدًا على دورها الحيوي في هيكل السلام والأمن الأوسع في الصومال.
رؤية موحدة لمستقبل الصومال
تُبرز الزيارتان الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المتحدة والصومال، مع التركيز على التعاون على المستويين الفيدرالي والإقليمي. ووصف السفير كينغ مدينة غرووي بأنها “مدينة ديناميكية”، وأعرب عن تفاؤله بتوسيع التعاون بين البلدين لتعزيز الاستقرار والازدهار والحكم الشامل.
من هو السفير البريطاني الجديد لدى جمهورية الصومال الفيدرالية؟
تم تعيين تشارلز كينغ سفيرًا لدى جمهورية الصومال الفيدرالية في مايو 2025، وهو دبلوماسي مخضرم يتمتع بخبرة تزيد عن عشرين عامًا في العمل الدبلوماسي، شغل خلالها مناصب رئيسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا.
أبرز المناصب السابقة:
شغل السفير البريطاني لدى الصومال الجديد، تشارلز نيكولاس كينغ، عدة مناصب دبلوماسية بارزة خلال مسيرته التي بدأت منذ انضمامه إلى وزارة الخارجية البريطانية عام 2004.
في الفترة بين عامي 2004 و2006، عمل كنائب رئيس فريق قانون انضمام الاتحاد الأوروبي ومسؤول ملف رومانيا وبلغاريا، ثم تولى قيادة فريق القضايا القنصلية الخاصة بأفريقيا والشرق الأوسط بين عامي 2006 و2007.
في عام 2007، انتقل إلى القاهرة لتلقي تدريب مكثف على اللغة العربية، تلاه في عامي 2008 و2009 شغله لمنصب السكرتير الثاني للشؤون السياسية والاقتصادية في سفارة المملكة المتحدة بدمشق.
من 2009 إلى 2010، كان نائب رئيس القسم السياسي في السفارة البريطانية ببغداد، ثم تولى قيادة فريق المصالحة الإقليمية في أفغانستان خلال عامي 2010 و2012.
استمر في تخصصه بشأن الملف السوري عبر توليه رئاسة مكتب سوريا في إسطنبول من 2012 إلى 2015، قبل أن يصبح رئيسًا لمكتب المبعوث الخاص لرئيس الوزراء إلى ليبيا في عامي 2015 و2016.
خلال الفترة بين عامي 2017 و2020، شغل منصب مستشار للشؤون السياسية والاستراتيجية في السفارة البريطانية في باريس، ثم أصبح رئيس قسم بلاد الشام وشمال أفريقيا وممثلًا خاصًا للمملكة المتحدة في الملف السوري بين عامي 2020 و2023.
وفي آخر منصب له قبل التعيين بالسفارة في مقديشو، عمل خلال عامي 2023 و2024 كرئيس مشارك لفريق غزة التابع لوزارة الخارجية البريطانية.
تعرف المزيد على: اغتيال رئيس إيران.. إليك تفاصيل صادمة
هذه المسيرة الغنية والخبرة الإقليمية المعمقة تعكس التزامه العميق بفهم القضايا السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتؤهله لقيادة العلاقات البريطانية الصومالية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتعاونًا.