أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أكد خلاله ضرورة حل الأنشطة النووية بالتفاوض، مشددًا على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات لمناقشة الملفات النووية والباليستية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطالب إيران بالسماح بعودة الوكالة الدولية
وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور عبر منصة “إكس” يوم الأحد، أن الاتصال تضمن دعوة واضحة إلى استئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، في ظل غياب التعاون الرسمي منذ تصويت البرلمان الإيراني على تعليق التعاون مع الوكالة في 25 يونيو الماضي. كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احترام وقف إطلاق النار، لما له من دور حاسم في دعم جهود السلام الإقليمي.
إيران: لا تفاوض في ظل الشروط الأمريكية
وفي سياق متصل، صرّح مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، بأن “الظروف غير ملائمة” لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة، موضحًا أن أي محاولة لفرض شروط مسبقة ستجعل التفاوض مستحيلًا. كما أكد أن تخصيب اليورانيوم لن يتوقف بأي حال من الأحوال، مشددًا على أن إيران لن تتنازل عن حقوقها السيادية.
12 يومًا من الحرب المباشرة
وكانت إيران وإسرائيل قد خاضتا حربًا استمرت 12 يومًا، بدأت في 13 يونيو، تخللتها غارات إسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية، بالإضافة إلى اغتيال قيادات عسكرية وعلماء نوويين. وفي المقابل، ردت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على مناطق داخل إسرائيل.
التدخل الأمريكي وتصعيد المواجهة
في تطور مفصلي، تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا يوم 21 يونيو، عبر شنّ غارات على ثلاث منشآت نووية إيرانية هي: فوردو، نطنز، وأصفهان. وردًا على ذلك، أطلقت إيران صواريخ نحو قواعد أمريكية في قطر والعراق، دون تسجيل خسائر بشرية، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار في 24 يونيو.
توتر متزايد بين إيران والوكالة الذرية
منذ اندلاع الحرب، توجّهت إيران بانتقادات شديدة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمة إياها بعدم إدانة الهجمات على منشآتها النووية. وجاء التصعيد السياسي الإيراني في أعقاب إعلان الوكالة موقفًا وصفته طهران بـ”غير المنصف”، ما دفع البرلمان الإيراني إلى التصويت على تعليق التعاون مع الوكالة.
تعرف المزيد على: إيران تلوّح بإمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى وسط تصاعد التوتر مع واشنطن
في ظل هذا التصعيد المستمر يبقى ملف الأنشطة النووية الإيرانية أحد أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية في الساحة الدولية. وبين دعوات باريس لاستئناف المفاوضات وإصرار طهران على التمسك بحقها في التخصيب، يبدو أن العودة إلى طاولة الحوار تتطلب أكثر من مجرد تصريحات دبلوماسية، بل إرادة سياسية حقيقية لتهدئة التوترات وحماية الأمن الإقليمي والدولي من تداعيات المواجهة النووية المحتملة.