في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، والحرب المستمرة ضد مليشيات الإرهاب، بات الشباب الصومالي في قلب المعادلة الوطنية. فاليوم، لم يعد الدفاع عن البلاد مجرد عمل عسكري بل رسالة دينية ووطنية يتقاسمها الجميع، وهو ما شدد عليه رئيس الوزراء حمزة عبدي بري في كلمته الأخيرة عن الدفاع عن الوطن في الصومال: واجب ديني وأخلاقي ورهان على الشباب التي حملت نبرة تعبئة وتحفيز وإشارات سياسية واضحة نحو المستقبل.
الدفاع عن الوطن في الصومال واجب ديني وأخلاقي
أكد رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، أن الدفاع عن الوطن في الصومال ليس خيارًا بل فريضة دينية وأخلاقية تقع على عاتق كل مواطن. وأوضح في خطابه الموجّه إلى حشد من الشباب في مقديشو أن صون تراب الصومال وحماية أمنه مسؤولية جماعية يجب أن يتصدرها الجيل الشاب، لما يملكه من طاقة وعزيمة. وجاء حديثه في وقت تتصاعد فيه التهديدات الأمنية من قبل المليشيات الإرهابية، ما يتطلب حشدًا وطنيًا واسعًا.
دعوة صريحة إلى الشباب: تحمل المسؤولية الوطنية
في خطوة تعبّر عن الثقة بالشباب الصومالي، دعا رئيس الوزراء صراحة إلى “عدم الانفصال” عن مسؤوليات الوطن، قائلاً: “اتصلت بكم يا شباب الصومال، لأبلغكم رسالة الدفاع عن البلاد”. جاءت هذه الكلمات بمثابة نداء مفتوح لكل الشباب للمشاركة في الدفاع عن الوطن في الصومال و إعادة بناء الصومال، سواء عبر الانضمام للقوات المسلحة أو عبر أدوار مدنية في التعليم والصحة والتنمية.
التقدم في العمليات العسكرية ضد الخوارج
أشاد رئيس الوزراء بالتقدم المحرز في العمليات ضد مليشيات “الخوارج” الإرهابية، مؤكدًا أن الحكومة الصومالية تسير بخطى ثابتة نحو تطهير البلاد من هذه الجماعات المتطرفة. وأشار إلى أن العمليات الأمنية مستمرة بوتيرة متصاعدة، وأن النصر في المعركة ضد الإرهاب يبدأ من الدفاع عن الوطن في الصومال من وعي المجتمع وتلاحمه، لا سيما في الأرياف والمناطق المحررة حديثًا.
الانتخابات الشعبية وتحقيق مبدأ الصوت الواحد
من أبرز النقاط التي تطرق إليها رئيس الوزراء كانت الانتخابات المقبلة، حيث أكد أن الحكومة ملتزمة بإجراء انتخابات تقوم على مبدأ “الصوت الواحد لكل مواطن”، وهو تطور سياسي هام بعد عقود من الأنظمة التوافقية. واعتبر حمزة عبدي بري أن هذه الانتخابات تُعيد للشعب الصومالي حقه في اختيار ممثليه، وتمنح الشباب فرصة فريدة لصياغة مستقبل البلاد على أسس ديمقراطية حقيقية.
الدفاع عن الوطن في الصومال رهان على الشباب في صناعة المستقبل
لم تكن مجرد شعار في خطاب رئيس الوزراء، بل جاءت كمبدأ جامع لبناء دولة الصومال الحديثة. فقد شدد على ضرورة تهيئة الجيل الجديد ليكون حائط الصد الأول ضد الإرهاب، والمحرّك الأساسي لمشروع بناء الدولة. وأكد أن النهوض الوطني يبدأ من وعي المواطن، ويُترجم عبر مشاركة فعّالة في القرار الأمني والسياسي.
المستقبل بيد الشباب: من الميدان إلى صناديق الاقتراع
في ختام كلمته، وجّه رئيس الوزراء رسالة أمل إلى الشباب، مفادها أن المعركة لا تقتصر على جبهات القتال، بل تشمل صناديق الاقتراع، والفصل الدراسي، والميدان الاقتصادي. ومع اقتراب الانتخابات، طالب الشباب بألا يكونوا مجرد مراقبين، بل شركاء فاعلين في صناعة القرار الوطني، والدفاع عن استقلال وسيادة الصومال في مواجهة كل التحديات.
يمثل تصريح رئيس الوزراء الصومالي محطة محورية في مسار بناء الدولة الصومالية، خاصة وأنه يجمع بين البعد الديني والأخلاقي في الدفاع عن الوطن، والرهان الاستراتيجي على دور الشباب. وفي وقت تشتد فيه المواجهة مع الإرهاب، تبرز هذه الدعوة كخطاب تعبوي جامع من أجل صومال آمن، موحد، وديمقراطي.
تعرف المزيد على: هل تسللت حركة الشباب إلى صفوف الجيش الوطني الصومالي؟