أصوات كينية تطالب بفتح الحدود لاستعادة الحياة التجارية مع الصومال. إذ تتصاعد المطالب الشعبية والبرلمانية في شمال شرق كينيا، لإنهاء الإغلاق المستمر منذ أكثر من 14 عامًا. أشار السكان إلى أن المعابر البرية المؤصدة منذ موجة الهجمات المنسوبة لحركة الشباب أثرت بشكل مباشر على الأسواق المحلية وحياة التجار اليوميين، وأصبح كل يوم تأخير عبئًا إضافيًا على المجتمعات الحدودية.
أصوات كينية بين الضغط الشعبي والسياسي
شدد نواب محليون على أن استمرار إغلاق المعابر يعطل الاقتصاد المحلي، ويكبل حركة التجارة بين كينيا والصومال. وأشاروا إلى أن المدن الحدودية مثل غاريسا ومانديرا تفقد فرصًا كبيرة لاستئناف نشاطها التجاري، بينما يعتمد آلاف السكان على الأسواق العابرة للحدود كمصدر رزق أساسي.

الخسائر الاقتصادية في ظل المعابر المغلقة
أوضحت البيانات الرسمية أن صادرات كينيا للصومال بلغت نحو 130 مليون دولار عام 2024، رغم الإغلاق الجزئي لمعظم المعابر، ويضيف المسؤولون المحليون أن جزءًا كبيرًا من النشاط التجاري أصبح غير رسمي، ما يحرم الحكومات من الرسوم الجمركية ويزيد من صعوبة تنظيم السوق الحدودي، ويجعل التجار عرضة لممارسات غير قانونية.
الأمن بين الذريعة والحقيقة
رغم المخاوف الأمنية بسبب هجمات حركة الشباب، يرى السكان أن الإغلاق المطول لم يحقق الحماية المرجوة، بل أثر على حياة الناس بشكل مباشر.
قالت مصادر محلية إن استمرار المعابر مغلقة يحرم المجتمعات من الوصول للسلع الأساسية، ويزيد من توتر العلاقات بين السكان المحليين والحكومة.
إعادة فتح الحدود ضرورة اقتصادية
طالب النواب والمسؤولون المحليون مرارًا بإعادة فتح المعابر، معتبرين أن الاقتصاد المحلي والمعيشة اليومية للحدوديين لا يمكن أن تنتظر أكثر، إذ أن هذه المطالب عكست نفسها في تحركات شعبية واسعة، مطالبة الحكومة بالاستجابة الفورية لضمان تدفق السلع وإعادة الثقة إلى الأسواق.

التنسيق الدبلوماسي بين كينيا والصومال
أكدت الحكومة الكينية أن إعادة الفتح ستتم وفق ترتيبات أمنية مشتركة مع الصومال. بينما تشدد مقديشو على أن تنفيذ أي خطوات رسمية سيكون عبر السلطات الدستورية فقط. ويتوقع أن تلعب اللقاءات الوزارية المقبلة، دورًا رئيسيًا في تحديد مصير المعابر وإعادة استئناف الحياة التجارية مع الصومال.
تعرف المزيد على: ريسوت للأسمنت تعقد شراكة لتوزيع منتجاتها بشكل حصري في الصومال حتى 2026
الحدود الكينية لاستعادة الحياة التجارية مع الصومال

يبقى السؤال قائمًا، هل ستنجح المطالب الاقتصادية في كسر حاجز المخاوف الأمنية؟ وبين الضغط الشعبي والسياسات الرسمية، تظهر الحدود بين كينيا والصومال كميدان تتصارع فيه مصالح السكان، والتجارة، والأمن. أصوات كينية تطالب بفتح الحدود لاستعادة الحياة التجارية مع الصومال، وقد تحمل الأسابيع المقبلة قرارًا مفصليًا يعيد النشاط الحيوي لهذه المناطق الحدودية.
