لطالما ارتبطت الحواسيب بشرائح السيليكون والأسلاك والدوائر الكهربائية. لكن العلماء اليوم يسيرون نحو مستقبل مختلف تمامًا: الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة، التي تستخدم خلايا حية لمعالجة المعلومات بطريقة ذكية وموفرة للطاقة. هذا المشروع الرائد قيد التطوير في جامعة رايس بولاية تكساس ويعتمد على منحة 1.99 مليون دولار من المؤسسة الوطنية للعلوم.
كيف تعمل الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة؟

يعتمد الباحثون على كل خلية بكتيرية كوحدة معالجة صغيرة، لتصبح بمثابة “معالج حي” قادر على أداء مهام معقدة. وفقًا للبروفيسور ماثيو بينيت، قائد المشروع، فإن الميكروبات هي معالجات طبيعية رائعة يمكن ربطها في شبكات تتصرف بذكاء. من خلال هذا النهج، تهدف الحواسيب المصنوعة من البكتيريا إلى التعلم والتكيف مع البيئة المحيطة، تمامًا مثل الدماغ البسيط.
تقليل استهلاك الطاقة وحماية البيئة

تستهلك الحواسيب التقليدية طاقة هائلة، خاصة عند تشغيل الذكاء الاصطناعي. بينما تقدم الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة طريقة لإنجاز العمليات المعقدة باستخدام طاقة أقل بكثير. هذا النهج لا يساعد فقط في توفير الطاقة، بل يفتح أبوابًا جديدة لتطبيقات عملية مثل مراقبة التلوث، الفحوصات الطبية، وأجهزة الاستشعار الذكية.
أجهزة استشعار حيوية دقيقة

إحدى أهم ميزات الحواسيب المصنوعة من البكتيريا هي قدرتها على العمل كأجهزة استشعار حية، قادرة على رصد الأمراض أو المواد الكيميائية الضارة في البيئة وإرسال تنبيهات إلكترونية فورية. هذا الجمع بين الطبيعة والتكنولوجيا يجعلها أسرع وأكثر دقة من الأجهزة التقليدية، ويساهم في حماية صحة الإنسان والبيئة.
مستقبل الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة
يشير بينيت إلى أن هذه الحواسيب قد تتطور لتتجاوز قدرات الحواسيب التقليدية، حيث يمكنها التكيف والتعلم والتفاعل مع محيطها بطرق غير متوقعة. المشروع لا يركز فقط على التكنولوجيا، بل على الأخلاقيات وفهم المجتمع لكيفية التعامل مع الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة القابلة للبرمجة بأمان.
معرفة المزيد: سماعة الطبيب الذكية للكشف عن أمراض القلب: ثورة طبية تغير مستقبل التشخيص في2025
لماذا تهمنا الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة؟
مع الطلب المتزايد على حوسبة أسرع وأكثر كفاءة، تمثل الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة مستقبل التكنولوجيا الذكية. فهي ليست مجرد فكرة مختبرية، بل رؤية عملية لمستقبل يمكن فيه للآلات الحية أن تحسن حياتنا، تحمي البيئة، وتفتح آفاقًا جديدة للذكاء الاصطناعي والابتكار العلمي