استغلال التعدين الصومالي سيجني المزيد من العوائد الاقتصادية القوية، لكن يأتي هذا إلا عن طريق إصلاحات قانونية مرتقبة، الهدف منها هو جذب الاستثمارات. مع شراكات دولية محتملة، مثل التعاون مع تركيا، يبدو قطاع التعدين جاهزًا لدور جديد في دعم التنمية وخلق فرص عمل للصوماليين.
واقع التعدين الصومالي.. ثروات غير مستغلة
تمتلك الصومال إمكانات معدنية كبيرة تشمل اليورانيوم، الليثيوم، الكوبالت، والذهب، لكن هذا القطاع ظل متأخرًا بسبب عقود من عدم الاستقرار السياسي، ضعف البنية التحتية، ونقص الدراسات الجيولوجية الشاملة. اليوم، مع تحسن الأوضاع الأمنية تدريجيًا، ترى الحكومة في التعدين فرصة لتنويع الاقتصاد وتلبية الطلب العالمي المتزايد على المعادن الاستراتيجية المستخدمة في التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
القوانين الحالية: حاجز أمام التقدم
يعتمد التعدين الصومالي على قانون قديم صدر عام 1984، لا يلبي متطلبات المستثمرين الأجانب. هذا القانون يعاني من غموض في إجراءات منح التراخيص، حقوق الشركات، وآليات تقاسم الأرباح، مما جعل القطاع غير جذاب مقارنة بدول الجوار. نتيجة لذلك، اقتصرت الأنشطة التعدينية على محاولات محدودة من شركات محلية مثل Almond Energy التي تستكشف اليورانيوم، دون استثمارات كبيرة من الخارج.
إصلاحات قانونية في الأفق
تخطط الحكومة الفيدرالية الصومالية لتحديث قانون التعدين الصومالي لجعل البلاد وجهة استثمارية تنافسية، مع التركيز على المعادن الاستراتيجية مثل اليورانيوم والليثيوم.
الإصلاحات المقترحة تشمل:
- تسهيل التراخيص لتشجيع دخول الشركات الدولية.
- تعزيز الشفافية في العقود لحماية حقوق المستثمرين والحكومة.
- إدخال ضوابط بيئية للحفاظ على المجتمعات المحلية والتنمية المستدامة.
- تحسين تقاسم الأرباح لضمان عائدات عادلة للصومال.
وفقًا لتقارير اقتصادية حديثة، تهدف هذه التغييرات إلى بناء ثقة المستثمرين، لكنها لا تزال في مرحلة الإعداد، مع توقعات بإصدار قانون جديد خلال 2025 إذا تقدمت الجهود بسلاسة.
التعاون مع تركيا شراكة محتملة لدعم التعدين
في سياق تعزيز الاقتصاد، وقّعت الصومال اتفاقيات تعاون اقتصادي مع تركيا في 2024، تشمل قطاعات الطاقة والموارد الطبيعية. ورغم أن هذه الشراكة تركز حاليًا على النفط والغاز، إلا أن هناك توقعات بتوسيع التعاون ليشمل التعدين الصومالي، نظرًا لخبرة تركيا في هذا المجال.
الإمكانيات المحتملة تشمل:
- تقديم دعم تقني في استكشاف المعادن.
- تدريب الكوادر الصومالية لتطوير المهارات المحلية.
- دعم البنية التحتية، مثل تحسين الموانئ لتصدير المعادن.
هذه الشراكة قد تساهم في تمكين الشباب الصومالي من خلال فرص عمل جديدة في مناطق تعدين محتملة مثل بونتلاند وغلمدغ، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي.
مستقبل التعدين الصومالي: أمل يواجه تحديات
رغم التحديات مثل ضعف البنية التحتية والمخاوف الأمنية، فإن الإصلاحات القانونية والشراكات الدولية تمثل خطوات واعدة نحو اقتصاد متنوع. إذا نجحت الصومال في تحسين بيئتها الاستثمارية، فقد تصبح لاعبًا مهمًا في سوق المعادن العالمي، مستفيدة من موقعها الجيواستراتيجي وإمكاناتها الطبيعية. هذا المستقبل ليس مجرد قوانين جديدة، بل رؤية لرفاهية الصوماليين من خلال الاستفادة من ثرواتهم.
تعرف المزيد على: الجيش الصومالي في الخطوط الأمامية: دعم عربي حاسم للقضاء على الإرهاب