في تطور جديد يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي شرق أوروبا، الحرب الروسية الأوكرانية تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات مجددًا بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط محاولات دولية لإعادة طرفي النزاع إلى طاولة الحوار. وبينما تصر موسكو على أن “وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب”، تتهم كييف الكرملين بالسعي لإفشال المحادثات المقبلة في إسطنبول. فهل ما زالت هناك فرصة للسلام؟ أم أن الحرب ماضية نحو تصعيد جديد؟
في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تتصاعد التوترات بين موسكو وكييف، حيث تتبادل الأطراف الاتهامات بشأن نواياها تجاه وقف إطلاق النار والمفاوضات.
موسكو: وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب الروسية الأوكرانية
أعلنت روسيا، على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن وقف إطلاق النار لن يكون كافيًا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وأكد أن أي هدنة يجب أن تترافق مع وقف الدعم العسكري الغربي لكييف وتجميد حشد القوات الأوكرانية. وأشار إلى أن روسيا مستعدة لمناقشة هذه الشروط في جولة مفاوضات جديدة في إسطنبول.
من جهته، صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا تعمل على إعداد مذكرة سلام تتضمن شروطًا لوقف إطلاق النار، إلا أنها لن تُفصح عن تفاصيلها قبل المفاوضات. وأضاف أن من بين الشروط وقف توسع الناتو شرقًا، وهو مطلب تعتبره موسكو أساسيًا لأمنها القومي.
موسكو تسعى لإفشال المحادثات
في المقابل، أعربت أوكرانيا عن استعدادها لاستئناف المحادثات المباشرة مع روسيا في 2 يونيو في إسطنبول، لكنها طالبت موسكو بتقديم مذكرة توضح موقفها من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وأكد مستشار الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، أن كييف بحاجة إلى وضوح في شروط الكرملين قبل الدخول في مفاوضات جديدة.
اتهمت أوكرانيا روسيا بالمماطلة في تقديم مقترحاتها، معتبرة أن موسكو تسعى لإفشال المحادثات وكسب الوقت لتعزيز مكاسبها العسكرية. وأشار وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، إلى أن بلاده ترغب في إنهاء الحرب هذا العام ومستعدة لمناقشة هدنة بشروط مناسبة.
خلفيات النزاع وتعقيداته
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، عندما شنت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا، مدعية أنها تهدف إلى “نزع السلاح” و”اجتثاث النازية” من البلاد. منذ ذلك الحين، تصاعدت الأعمال القتالية، وأسفرت عن مقتل وتشريد مئات الآلاف.
تسعى روسيا إلى ضمانات أمنية، أبرزها وقف توسع الناتو نحو الشرق، بينما تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية دولية واستعادة سيادتها على أراضيها المحتلة. تتوسط تركيا في المحادثات بين الطرفين، بدعم من الولايات المتحدة ودول أوروبية، لكن التقدم لا يزال محدودًا.
طريق السلام محفوف بالعقبات
يبدو أن الطريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا لا يزال طويلًا ومعقدًا، في ظل تباعد المواقف وانعدام الثقة بين الطرفين. تصر روسيا على شروط تعتبرها أوكرانيا غير مقبولة، مثل وقف الدعم الغربي وتجميد حشد القوات، بينما تطالب كييف بضمانات أمنية واستعادة أراضيها.
المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يلعب دورًا مهمًا في دعم أوكرانيا والضغط على روسيا للانخراط في مفاوضات جدية. لكن دون توافق على الشروط الأساسية، ستظل فرص التوصل إلى اتفاق سلام ضعيفة.
مع اقتراب موعد الجولة المقبلة من المحادثات في إسطنبول، يترقب العالم ما إذا كانت هذه المفاوضات ستسفر عن تقدم حقيقي نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أم ستظل مجرد جولة أخرى من المحادثات دون نتائج ملموسة.
تعرف المزيد على: مجلس الوزراء الصومالي يناقش الوضع الأمني والعمليات ضد حركة الشباب