في خطوة لافتة تهدف إلى الحد من الاتجار بالبشر في الصومال، أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل وإعادة الإعمار في ولاية شمال شرق الصومال عن فرض قيود جديدة على السفر تستهدف الشباب دون سن الثلاثين. القرار يأتي ضمن جهود مكثفة لمواجهة ظاهرة استغلال القاصرين وارتفاع معدل الهجرة غير النظامية.
القيود الجديدة على السفر

أوضحت الوزارة أن هذه القيود تهدف إلى حماية الشباب الحد من الاتجار بالبشر في الصومال ومن الوقوع في فخ شبكات الاتجار، حيث أصبح استخدام القاصرين أكثر انتشارًا وأساليب المتاجرين أكثر تطورًا. ووفقًا للتوجيهات الجديدة، لا يجوز لأي شخص يقل عمره عن 30 عامًا السفر من مقديشو أو أي منطقة أخرى خارج لاس عانود إلا إذا كان برفقة أحد الوالدين.
كما أكدت الوزارة أن أي خطاب ضمان يجب التحقق منه من قبل السلطات المختصة وكبار السن المحليين قبل الموافقة على السفر، لضمان عدم استغلال الشباب.
استهداف وكالات السفر
ركز القرار بشكل خاص على جميع مكاتب بيع التذاكر في المنطقة، بما في ذلك وكالة ساجال للسفر، التي تدير رحلات أسبوعية إلى لاس عانود من مقديشو. وقد طالبت الوزارة هذه الوكالات بإجراء فحص دقيق لجميع التذاكر التي تتعامل معها، بما في ذلك التذاكر القادمة من الشركات الشريكة، لضمان الامتثال للتعليمات الجديدة.
وحذرت الوزارة من أن أي وكالة سفر تُثبت مشاركتها أو تسهيلها لحركة الشباب المستغلين ستُعامل كجزء من شبكة الاتجار بالبشر، مع تحمل المسؤولية القانونية الكاملة.
مكافحة الاتجار بالبشر في الصومال: رؤية السلطات

جاءت هذه الإجراءات ضمن استراتيجية شاملة للحد من الاتجار بالبشر في الصومال، بعد رصد ارتفاع ملحوظ في أعداد الشباب المتجهين نحو الهجرة غير النظامية، الذين غالبًا ما يقعون ضحايا لشبكات التهريب والاستغلال.
وقالت الوزارة في بيانها: “هذه التدابير ضرورية لضمان حماية الشباب من الوقوع في شرك المتاجرين، ولتعزيز وعي المجتمع بخطورة هذه الظاهرة.”
ويعتبر الحد من الاتجار بالبشر في الصومال أولوية وطنية، حيث تعمل السلطات المحلية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لضمان مراقبة السفر ومحاسبة المخالفين.
تأثير القرار على المجتمع

تتوقع السلطات أن تؤدي هذه القيود إلى تقليل أعداد الشباب المستهدفين من قبل شبكات الاتجار بالبشر، كما ستحد من تورط وكالات السفر في تسهيل هذه العمليات. ويأمل المسؤولون أن يشجع القرار على التزام الأسرة المحلية بدورها في حماية القاصرين.
في الوقت نفسه، يشير مراقبون إلى أن الحد من الاتجار بالبشر في الصومال يحتاج إلى متابعة مستمرة وتعاون أكبر بين السلطات والجهات الدولية لضمان حماية فعالة للشباب.
تعرف المزيد: الجفاف في الصومال يكشف فشل نظام الحماية الاجتماعية
الخطوة التالية
تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من جهود أوسع تشمل حملات توعية في المدارس والمجتمعات المحلية، إلى جانب تعزيز الرقابة على السفر الداخلي والخارجي. ومن المتوقع أن تعقد الوزارة اجتماعات دورية مع جميع وكالات السفر لضمان الالتزام بالقوانين الجديدة، وتعزيز الحد من الاتجار بالبشر في الصومال بشكل دائم ومستدام.
