بين كل هجوم إرهابي تُخطط له حركة الشباب، يقف الجيش الوطني الصومالي بمثابة السد المنيع أمام كل من تسوّل له نفسه زعزعة أمن البلاد. العملية العسكرية الأخيرة في “ورغاطي” لم تكن استثناءً، بل كانت تأكيدًا جديدًا على تفوّق ميداني ومعلوماتي يربك حسابات الجماعات الإرهابية، ويثبت أن الصومال ماضٍ نحو التحرير الكامل والاستقرار الشامل.
دعم دولي متواصل لجهود مكافحة الإرهاب في الصومال
يأتي هذا النجاح الأمني الأخير في إطار دعم متواصل من المجتمع الدولي إلى الجيش الوطني الصومالي في مكافحة الإرهاب. فقد كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا ودول الخليج التعاون العسكري والاستخباراتي مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو، سواء من خلال تقديم الدعم اللوجستي أو التدريب أو تبادل المعلومات.
تُعد المعركة ضد حركة الشباب تحديًا إقليميًا أيضًا، حيث تمتد تهديدات الجماعة الإرهابية إلى دول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا، وهو ما جعل التنسيق الإقليمي عنصرًا أساسيًا في مواجهة هذه الجماعة التي تنتمي فكريًا وتنظيميًا إلى القاعدة.
إحباط هجوم إرهابي في ورغاطي
أعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية عن إحباط هجوم إرهابي استهدف منطقة ورغاطي التابعة لمحافظة شبيلي الوسطى. ونجحت قوات الجيش الوطني الصومالي بالتعاون مع القوات المحلية في التصدي لهذا الهجوم، مكبّدةً حركة الشباب الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأوضح نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، عبد الرحمن يوسف العدالة، أن جثث الإرهابيين مبعثرة في محيط ورغاطي، مؤكدًا أن هؤلاء “لا مستقبل لهم في هذا الوطن، فمصيرهم الزوال بإرادة الله”، في إشارة إلى الهزيمة الساحقة التي لحقت بصفوفهم.
من جانبه، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الوطني، اللواء سهل عبد الله عمر، أن القوات المسلحة تمكنت من صد الهجوم وتحقيق “انتصار ميداني جديد”، مشيرًا إلى أن منطقة ورغاطي باتت بالكامل تحت سيطرة القوات الحكومية.
وأضاف أن الوحدات الميدانية بدأت عملية تقييم شاملة للخسائر التي تكبدها العدو، حيث تنتشر جثث المسلحين في مواقع الاشتباك، ومن المقرر إعلان الحصيلة النهائية في وقت لاحق بعد الانتهاء من عمليات التمشيط والتوثيق.
الجيش الوطني الصومالي في مواجهة حركة الشباب الإرهابية
تُجدد هذه العملية التأكيد على أهمية دور الجيش الوطني الصومالي في مواجهة حركة الشباب الإرهابية، التي لا تزال تشنّ هجمات متفرقة في مناطق مختلفة بهدف تقويض الاستقرار الوطني. ورغم محاولاتها المتكررة، تُظهر القوات المسلحة الصومالية جاهزية عالية في التصدي لهذه التهديدات والتعامل معها بفعالية ميدانية واضحة.
تعكس النجاحات المتواصلة للقوات الصومالية في الميدان مدى التقدم الذي أحرزته الدولة في تحسين قدراتها الدفاعية، وتنسيقها مع المجتمعات المحلية لدحر الإرهاب واستعادة السيطرة على المناطق التي كانت تمثل ملاذًا للجماعات المسلحة.
تعهد حكومي بمواصلة الحرب ضد الإرهاب
أكدت الحكومة الفيدرالية الصومالية التزامها الكامل بمواصلة الحرب ضد الإرهاب حتى تطهير البلاد من فلول حركة الشباب بشكل نهائي، وشددت على أن العمليات العسكرية ستستمر بلا توقف حتى يتحقق الاستقرار الكامل في كافة الأقاليم الصومالية.
كما دعا المسؤولون إلى تعزيز التعاون الشعبي والأمني، ورفع درجة التأهب في المناطق الحساسة لمنع تكرار الهجمات أو تسلل المسلحين، وذلك في إطار خطة أمنية متكاملة لضمان الأمن الدائم في البلاد.
دور الإعلام في دعم جهود الجيش
إلى جانب العمليات الميدانية، تلعب وسائل الإعلام الوطنية والمحلية دورًا مهمًا في تعزيز الروح المعنوية لدى الجنود والمواطنين على حد سواء. من خلال التغطية المباشرة للانتصارات الميدانية، يتم تكوين حالة وعي جماهيري تدعم جهود مكافحة الإرهاب وتكشف عن حجم الجرائم التي ترتكبها حركة الشباب.
وتسعى وزارة الإعلام والثقافة والسياحة إلى تعزيز الرسائل الوطنية الإيجابية التي تعكس تقدم الدولة في معركتها ضد الإرهاب، وتسلط الضوء على تضحيات الجيش الوطني والشرطة المحلية وقوات الأمن.
تحديات مستقبلية ومسارات الحسم
رغم الإنجازات الأمنية المهمة، لا تزال الطريق نحو تحرير كامل البلاد من الإرهاب طويلة ومعقدة. فحركة الشباب، التي تقاتل منذ أكثر من عقدين، تمتلك مصادر تمويل خفية، وشبكات دعم داخلية وخارجية، ما يتطلب خطة أمنية متكاملة تشمل الجوانب العسكرية، الاقتصادية، والإعلامية، والدينية.
ولهذا، تدعو الحكومة الفيدرالية شركاءها الدوليين إلى الاستمرار في تقديم الدعم المالي والتقني، مع ضرورة تكثيف البرامج التدريبية وتوفير معدات تكنولوجية متطورة تساعد في رصد تحركات الجماعات الإرهابية والتعامل معها بدقة وفعالية.
تُظهر المعركة التي وقعت في ورغاطي مدى اليقظة والجاهزية التي يتمتع بها الجيش الوطني الصومالي، في وقت تسعى فيه الجماعات الإرهابية لاستغلال أي ضعف أمني.
ووسط التحديات المستمرة، تؤكد الحكومة الفيدرالية وشعب الصومال التزامهم الراسخ بإسقاط مشروع الإرهاب، وبناء مستقبل أكثر أمنًا وسلامًا.
الجيش الوطني الصومالي اليوم، يُمثل الأمل في استعادة الوطن، واستكمال مشروع الدولة الحديثة القائمة على الأمن، التنمية، والوحدة الوطنية.
تعرف المزيد على: الشراكة الاستراتيجية بين الصومال والاتحاد الأوروبي مرحلة تعزيز التعاون