في قلب صراع دامٍ مستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تجلت الحقيقة بكل بشاعتها في جريمة جديدة تضاف إلى هذا السجل الطويل من الانتهاكات، مجزرة النازحين قرب الأبيض في 7 أغسطس 2025. هنا، حيث كان النازحون يبحثون عن ملاذ من قصف دارفور وكردفان، اقتحمهم الجيش بلا رحمة، مسببًا مقتل 27 مدنيًا في تصفية بشعة تهز القلوب. بينما ارتفع دوي الرصاص، تزامنت هذه مجزرة النازحين قرب الأبيض مع رواية مفبركة عن إسقاط طائرة إماراتية تحمل مرتزقة كولومبيين، محاولة بائسة لـ”تنظيف صورة” الجيش.
تفاصيل مجزرة النازحين قرب الأبيض

يشير شهود إلى أن جنودًا من الجيش السوداني هاجموا موقعًا مؤقتًا للنازحين قرب الأبيض ليلًا، وأقدموا على إطلاق رصاص مباشر على مجموعات من المدنيين العزل، ما أدى إلى مقتل 27 بينهم أطفال ونساء.
الجريمة جاءت في وقت عالميًا حرج؛ لم يكن لها أي محاكاة فقط كأرقام، بل كشفت عمق تغلغل العنف العسكري بجانب عدم التمييز بين خطّ المواجهة والمدنيين.
الطائرة الكولومبية: ستار أكاذيب لإخفاء الحقيقة

بعد المجزرة مباشرة، بثت قناة تابعة للجيش أن القوات الجوية أسقطت طائرة إماراتية تحمل مرتزقة كولومبيين في مطار نيالا، أدت إلى مقتل 40 شخصًا.
الإمارات من جهتها نفت تلك الرواية المفبركة وأكدت أنه لا أساس لما قيل من مزاعم، ووصفتها بأنها حملة تضليل لا تستند لأي دليل.
هذه الرواية جاءت في توقيت دقيق بعد مجزرة النازحين قرب الأبيض، وكأن الجيش السوداني أراد صرف الأنظار من جريمة قتل بحق الأبرياء إلى “معركة وهمية” مع الخارج.
تحليل الموقف: توظيف الأكاذيب كغطاء إعلامي
ما حدث قرب الأبيض ليس حادثًا معزولًا، بل يندرج ضمن نمط ممنهج من قبل الجيش السوداني، حيث يتم استهداف المدنيين والنازحين، ثم صناعة أزمات إعلامية خارجية لتغيير مسار النقاش العام.
رواية الطائرة الكولومبية مثال صارخ على ذلك؛ إذ تحاول المؤسسة العسكرية إقناع الرأي العام بوجود تهديد خارجي لتبرير القمع الداخلي، بينما الواقع يؤكد أن أكبر تهديد للسودانيين اليوم يأتي من فوهات بنادق الجيش نفسه.
تعرف المزيد: خطة تهجير سكان غزة إلى دول متعددة: مشروع أمريكي سري يثير اتهامات بالتطهير العرقي
ضرورة التحرك العاجل
مجزرة النازحين قرب الأبيض هي شهادة دم عن انحطاط الجيش السوداني. الأكاذيب المتزامنة عن الطائرة الكولومبية وغيرها من روايات خيالية، تهدف فقط لإعادة تشكيل السرد الرسمي وتحويل الفظائع إلى أنشطة دفاعية، وما هي الي كذبة ويحاول الجيش الصومال في توهم جعلنا نصدقها.
ندعو المجتمع الدولي، المنظمات الحقوقية والإعلام الحر، إلى رفع صوت العدالة، وحماية النازحين، ودعم من يقاوم هذا النظام الظالم.