في مشهد يجمع بين السياسة والثقافة، شارك نائب رئيس مجلس الشعب الصومالي، عبد الله عمر أبشيرو، على رأس وفد من البرلمان الفيدرالي، في فعاليات الدورة 151 لـ الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف، التي انطلقت أعمالها بمشاركة واسعة من ممثلي البرلمانات حول العالم.
الحدث الذي يركز على حماية حقوق الإنسان وتعزيز الجهود الإنسانية خلال الأزمات، يُعدّ أكثر من مجرد مؤتمر سياسي، بل مساحة ثقافية وإنسانية تجمع بين الشعوب وتبرز قيم الحوار والتفاهم المشترك.
الدبلوماسية البرلمانية: ثقافة الحوار قبل السياسة

تركز الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف هذا العام على كيفية تعزيز الدور الإنساني والثقافي للبرلمانات في زمن الأزمات العالمية.
ويرى المشاركون أن القيم الإنسانية المشتركة مثل العدالة، والكرامة، والسلام لا تُصان فقط بالقوانين، بل بالثقافة البرلمانية التي تُشجع على الحوار وتُرسّخ مفهوم المشاركة والمسؤولية العالمية.
مشاركة صومالية بروح جديدة
الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف خلال جلسات الدورة 151، يُنتظر أن يُلقي نائب رئيس البرلمان الصومالي كلمة تسلط الضوء على ما حققته بلاده من تقدم في مجالات الأمن والحكم الرشيد والتنمية الاجتماعية.
لكن الأهم، بحسب مراقبين، أن المشاركة الصومالية تعكس انفتاحًا ثقافيًا متناميًا على العالم، وسعيًا لترسيخ صورة جديدة عن الصومال كدولة تسعى نحو السلام الداخلي والانخراط الإيجابي في المجتمع الدولي.
الإنسانية في قلب الحدث

النقاشات داخل الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف تدور حول كيفية تفعيل دور البرلمانات في دعم العمل الإنساني، ولا سيما في المناطق التي تشهد نزاعات أو كوارث.
ويبرز هنا الجانب الثقافي للمؤتمر، إذ يجمع ممثلين من خلفيات دينية وثقافية مختلفة، يتبادلون الخبرات والرؤى حول سبل بناء مجتمعات أكثر عدلًا وإنصافًا.
الصومال.. تجربة ملهمة وسط التحديات

من خلال مشاركته في الدورة 151 للجمعية البرلمانية الدولية في جنيف، يقدم البرلمان الصومالي نموذجًا لتجربة شعب يسعى إلى النهوض رغم الصعوبات، ويبرهن على أن الثقافة السياسية يمكن أن تكون مدخلًا لبناء مستقبل أفضل.
فالحوار، كما يرى كثيرون، أصبح ضرورة ثقافية بقدر ما هو أداة سياسية.
جنيف.. عاصمة القيم المشتركة
تحوّلت الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف إلى منصة عالمية تؤكد أن بناء السلام يبدأ من احترام الإنسان وتقبّل الآخر.
وفي هذا السياق، يسهم حضور الوفد الصومالي في إظهار جانب آخر من الهوية الصومالية هوية تؤمن بالسلام، وتشارك في صياغة المستقبل العالمي بروح المسؤولية والتعاون.
تعرف المزيد: قضية اغتصاب قردو تهز المجتمع الصومالي: تعاون دولي يكشف المستور
الثقافة البرلمانية في خدمة المجتمع
في النهاية، تكشف الدورة 151 للجمعية البرلمانية الدولية في جنيف أن الدبلوماسية ليست حكرًا على القادة فقط، بل هي أيضًا فعل ثقافي ينبع من المجتمعات نفسها.
ومن خلال هذا الحضور الدولي، يواصل الصومال نسج خيوط تواصله الثقافي والإنساني مع العالم، في رحلة طويلة نحو ترسيخ ثقافة السلام والتنمية المستدامة.