في أغسطس 2023، حظرت الصومال استخدام تطبيقي التيك توك والتليجرام، لحماية المجتمع من المحتوى الهدام، وأمرت وزارة الاتصال والتكنولوجيا، مزودي الإنترنت بمنع الوصول إلى التليجرام والتيك توك في الصومال، مع إتخاذها إجراءات قانونية لم تحدد طبيعتها. جاء هذا القرار مع المرحلة الثانية للهجوم العسكري ضد حركة الشباب، ولكن هذا الحظر لم يمنع الشباب من استخدام التطبيقات هذه، بل زاد من رغبتهم في استخدامه.
التيك توك في الصومال ما بين الحظر واستمرار الاستخدام
ومع كل الإجراءات المتبعة لمنعه، ظل التيك توك في الصومال، حاضر بقوة في الهواتف المحمولة والعقول، وهنا السؤال هل هو تطبيق ترفيهي، أم أنها النافذة الوحيدة التي تبقت لجيل هش يبحث عن صوته وسط عالم مضطرب؟
تجاوز الحظر من خلال الـVPN
يستخدم الصوماليون تطبيق التيك التوك، على الرغم من حظر التطبيق في الصومال من قبل الحكومة، حيث أن العديد من الصوماليين صناع المحتوى ما زالوا يستخدمونه، خاصةً عبر شبكات افتراضية خاصة (VPN).
بحسب بيانات موقع Business & Human Rights Resource Centre، يوجد نحو 3.05 مليون مستخدم لتطبيق التيك توك في الصومال من الفئة العمرية 18 عامًا فأكثر. وفقًا لـDataReportal – Global Digital Insights، يعتبر أغلب المستخدمين، التيك توك، أهم وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي.
الانقسام المجتمعي بشأن التيك توك
مؤيدو الحظر
- يرونه وسيلة لحماية الشباب من المحتوى الفارغ أو الخادش، الذي يسعى لنشر الفاحشة والرذيلة ومقاطع خارجة تتنافى مع الثقافة الصومالية.
- يعتبرونه تهديدًا للقيم الإسلامية والعادات المحلية حيث أنها تسعي للإرهاب والإلحاد وهتك التعرض والعفاف الذي يتسم به الثقافة الصومالية.
معارضو الحظر
- يروا أن القرار “غير واقعي” في ظل قدرة أي مستخدم على كسر الحظر تقنيًا، وقيامهم باختراقه بالفعل بتقنيات مختلفة.
- يطالبون بإجراءات توعية وتنظيمية بدلاً من المنع الكامل.
تأثير القرار على الشباب والمؤثرين
- فقد بعض المؤثرين وأصحاب المحتوي، جمهورهم داخل الصومال، أو اضطروا لتغيير محتواهم.
- فيما اتجه آخرون إلى استخدام منصات بديلة مثل إنستغرام ويوتيوب.
- لا تزال مقاطع التيك توك في الصومال تنتشر يوميًا، حتى بعد الحظر.
الحظر والتعارض مع حرية التعبير
بالتأكيد قرار حظر منصات الاجتماعي يجعلنا نتساءل حول هل تملك الحكومات الحق في إغلاق منصات عالمية، أم أن الحل يكمن في الرقابة المجتمعية والتربية الرقمية والوعي القومي، وهل هذا يتماشى مع مجتمع تنتشر فيه الفوضى والاضطراب؟!.
لم ينه قرار حظر تطبيق التيك توك في الصومال، الجدل بعد مرور عامين تقريبًا، بل أصبح مرغوب فيه بشكل أكثر، كما فتح الباب لمزيد من الأسئلة: هل يُمكن حظر تطبيق في عالم رقمي مفتوح مليء بالتطورات؟، وكيف نوازن بين الحفاظ على القيم وحماية حرية التعبير؟.
تعرف المزيد على: السفير البريطاني لدى الصومال الجديد في جولة دبلوماسية لتعزيز العلاقات الثنائية
بين الحظر والاستخدام، بين القلق والمقاومة، يبدو أن التيك توك في الصومال، أصبح نافذة جديدة لواقع صومالي معقّد يبحث فيه الشباب عن فرصة، ولو كانت من خلف شاشات الهواتف الذكية.